هذا ما أملاه العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري غفر الله له ولوالديه أفضل الأعمال عند الله أفضلُ الأعمال عند الله وأحبُّ الأعمالِ عند الله وأنفعُ الأعمالِ عند الله هو الإيمانُ بِاللهِ وَرَسُولِه وكُلُّ الأعمال لا تكونُ مقبولةً عند الله إلا بعدَ الإيمانِ بِاللهِ ورسولِه فمن عَرَفَ اللهَ ورسُولَه وءامنَ بِاللهِ ورسُولِه كانَ لهُ عند الله إذَا ماتَ على ذلِك النَّجَاةُ مِنَ الخُلُودِ الأبَدِيِّ في النَّار وَأمَّا منْ مَاتَ ولم يكن على الإيمانِ بِاللهِ وَرَسُولِه لم يكن عَارِفًا بِاللهِ وَرَسُولِه فَإِنَّهُ يكونُ مخَلَّدًا في نَارِ جَهَنَّم وَلا يَقْبَلُ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ حَسَنَةً منَ الـحَسَنَات لا يَقْبَلُ اللهُ تَعَالَى الـحَسَنَاتِ إلَّا بَعْدَ الإيمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِه لأنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى قَال ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْمِن بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإنَّـــآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرينَ سَعِيرًا﴾1 اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُخْبِرُنَا بِهَذِهِ الآية أَنَّ الَّذِى لم يُؤمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّد فَإنَّهُ كَافِر وَأنَّهُ هُيِّءَ لَهُ نَارٌ شدِيدة أىْ نَارُ جَهَنَّم. ثُمَّ إِنَّ مَعْرِفَةَ الله ليس مُجَرَّدَ الإعتِرَافِ بِوجُودِ الله لأنَّ ذَلِكَ لَيْسَ إِيمَانًا بِالله. كَثِيرٌ مِنَ النَّاس يَعْتَرِفُونَ لَفْظًا بِأنَّ اللهَ مَوْجُود لكنَّهُم لَيْسُوا مُؤمِنِينَ بِالله، إنَّمَا الإيمَانُ بِالله هو أنْ يَعتَقِدَ الإنْسَان إعْتِقَادًا جَازِمًا لا شَكَّ فِيه بِأَنَّ اللهَ الَّذي هُوَ مَوْجُودٌ لا يُشْبِهُ الـمَوْجُودَات مَوْجُود وَأَنَّهُ لا يَسْتَحِقُّ اَحَدٌ عَلَى العِبَاد نِهَايَةَ التَّذَلُّل غَايَةَ التَّذَلُّل لا يَسْتَحِقُّهُ إِلَّا الله. اللهُ تَعَالَى هُو الَّذي يَسْتَحِقُّ غَايَةَ التَّذَلُّل لِأَنَّهُ هُوَ الَّذي أَوْجَدَ العِبَاد أىْ أَخْرَجَهُم مِنَ العَدَم فَجَعَلَهُم أَحْيَاءً. كُنَّا أَمْوَاتًا ثُمَّ أَحْيَانَا ثُمَّ يُمِيتُنَا ثُمَّ يُحيِينَا، قَبْلَ أَنْ نُخْلَقَ لَمَّا كُنَّا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا بِلا روح كُنَّا أَمْوَاتًا ثُمَّ لَمَّا نَفَخَ فِينَا الرُّوحَ أيْ أّدْخَلَ الرُّوحَ فِينَا صِرنَا أَحْيَاءً ثُمَّ أَخْرَجَنَا من بُطُونِ اُمَّهَاتِنَا ثُمَّ بعدَ انتِهَاءِ ءَاجَالِنَا التي عَلِمَ الله أَنَّهَا هِيَ نِهَايَةُ ءَاجَالِنَا يُمِيتُنَا ثُمَّ يُحيِينَا يوْمَ القِيَامة لِلْجَزَاء أيْ لِلْثَّوَاب لِثَوَابِ الـمـُؤمِنِينَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِه. وَمَعْنَى الإيمَانِ بِالله هُوَ أنْ يَعْتَقِدَ الإنسَان أَنَّ اللهَ تَعَالَى مَوْجُودٌ من غَيْرِ أَنْ يُشَبِّهَهُ بِشىء أىْ إنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ خَلَقَ هذَا العَالَمَ كُلَّهُ لَوْ كَانَ يُشْبِهُ شَيْئًا لم يَسْتَطِع أنْ يَخْلُقَ هَذَا العَالَم خَلَقَ النَّور وخلَقَ الظُلْمَة النُّور يَأتِى ثُمَّ يَذْهَبُ وَتَعْقُبُهُ الظُلْمَة أَىْ تَأتِى الظُّلْمَةُ مَكَانَه ثُمَّ هذِهِ الظُلْمَة تَذْهَب ثُمَّ يَأتِى النُّورُ مَكَانَها ثُمَّ يَذْهَبُ هَذا النُّور ثُمَّ تَأتِى الظُّلْمَةُ مَكَانَه وَهَكَذا يَأتِى هَذَا ثّمَّ يَذْهَب ثُمَّ يَأتِى الآخر ثُمَّ يّذْهَب. هَذا اللهُ تَبَاركَ وتعالى لا يَجُوزُ أنْ يَشْبِهَ شَيْئًا من خَلْقِه لا يَجُوزُ أَنْ يُشْبِهَ الإنِسَان لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَيئًا لَهُ رَأْسٌ وَصَدْرٌ وَرِجْلان لا يَجُوز لَوْ كَانَ يَشْبِهُ الإنْسَان مَا خَلَقَ الإنْسَان مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَخْلُقَ الإنْسَان نَحنُ الوَاحِدُ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُقَ أَجْسَادًا مِثْلَهُ؟ كَذَلِكَ اللهُ تَعَالَى لو كانَ بِصُورَةِ الإنسَان مَا استَطَاعَ أنْ يَخْلُقَ الإنْسَان ثُمَّ الَّذِي يُشَبِّهُ اللهَ تَعَالَى بِلَفْظِهِ أَوْ بِقَلْبِهِ الَّذِي يَعْتَقِد أَنَّ اللهَ له رأس فَهُوَ كَافِرٌ عَدُوُّ الله لا يُعَدُّ مُسْلِمًا فَضْلًا عَن أَنْ يُعَدَّ وَلِيًّا إِنَّمَا هُوَ كَافِرٌ مِنَ الكَافِرِين. الَّذي يَعْتَقِد أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُشْبِهُ الإنْسَان فَلْيَعْلَم أَنَّهُ كَافِر لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ فِي الإسْلام وَالَّذي يَعْتَقِد أَنَّ اللهَ تَعَالى فَوْق الشَّمْس أو فَوْقَ القَمَر فَإِنَّهُ كَافِر لَيْسَ لَهُ نَصِيبٌ فِي الإسْلام لَوْ صَلَّى وَصَام وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِم وَزَعَمَ أَنَّهُ وَلِيّ وَزَعَمَ أَنَّهُ صَاحِبُ طَرِيقَة فَلْيَعْلَم أَنَّهُ كَافِر لَيْسَ من الإسْلامِ فِي شَىْء. |
