قال عبد المطلب جدُّ النبيّ ﷺ: «بينما أنا نائم في الحِجر رأيتُ رؤيا هالتني ففزعتُ منها فزعًا شديدًا، فأتيت كاهنة قريش فقلت لها: إني رأيتُ الليلة كأن شجرة نبتت حتى وصل رأسها إلى السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب، وما رأيتُ نورًا أزهر منها أعظم من نور الشمس بسبعين ضعفًا، ورأيت العرب والعجم لها ساجدين وهي تزداد كل ساعة عِظَمًا ونورًا وارتفاعًا، ورأيت قومًا من قريش يريدون قطعها، فإذا اقتربوا منها أخذهم شاب لم أرَ قط أحسن منه وجهًا ولا أطيب منه ريحًا، كسر أعظمهم وقلع أعينهم. وكان قوم من قريش قد تعلقوا بأغصانها فرفعتُ يدي لأتناول منها نصيبًا فلم أقدر. فقلت: لمن النصيب؟ قال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك. قال عبد المطلب: فأفقتُ مذعورًا. فرأيتُ وجه الكاهنة قد تغيّر ثمَّ قالت: لئن صَدَقَت رؤياكَ ليخرجنَّ من صُلبك رجلٌ يملك المشرق والمغرب ويَدينُ له الناس». فقال عبد المطلب لابنه أبي طالب: لعلك أن تكون عم هذا المولود! فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبيّ ﷺ كان قد بُعث، وكان أبو طالب يقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين، رواه الحافظ أبو نعيم في الدلائل.