كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم.
وبعد فإن الله تبارك وتعالى يقول ﴿فاعلمْ أنه لا إله إلا الله واستغفِرْ لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾1 ويقول سبحانه وتعالى ﴿وقل ربِّ زدني علمًا﴾2 ويقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقيّ «طَلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ» أيْ أن طلب العلم الشرعيّ فريضة على كل مسلم مكلف، وليس المراد أنه يجب على كل مسلم معرفة جميع مسائل الدين بتفاصيلها إنما المراد أن هناك قدرًا من علم الدين يجب معرفته على كل مسلم مكلف ذكرًا كان أو أنثى.
وقد اهتم العلماء بالجمع والتأليف في مختلف فنون العلم فصنَّفوا الكتب المختلفة من مبسوطات ومتوسطات ومختصرات. ومن أهم هذه الكتب كتب الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي رضي الله تعالى عنه. وقد قام أصحابه القدماء بجمع كتبه ومتفرقات كلامه وشرحها واختصارها وتخريج الوجوه والأقوال منها حتى استقر ما علَّمه الشافعي رضي الله عنه مذهبًا مُدَوَّنًا محرَّرًا مضبوطًا منتشرًا في مشارق بلاد المسلمين ومغاربها شاهدًا على أن الشافعي رضي الله عنه هو المقصود بحديث البيهقي3 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «عالمُ قريشٍ يملأُ طِباقَ الأرضِ عِلْمًا» اﻫ

واهتم عدد من علماء المذهب الشافعي باختصار المطولات وجمع ما يتعلق بالفرض العيني من علم الدين وكان منهم عبد الله بن حسين بن طاهر رحمه الله تعالى أشهر علماء حضرموت في زمانه وأكثرهم تبجيلاً من أهل بلاده فصنف مختصرًا سماه سلم التوفيق إلى محبة الله على التحقيق وشرحه محمد بن عمر النواوي الجاوي رحمهما الله تعالى شرحًا لطيفًا. على أن الكتاب مع اختصاره لم يُفْرَد لبيان العلم الضروري بل كان معه أشياء أخرى زائدة على ذلك فرأى الفقيه المحدث الشيخ عبد الله بن محمد الهرري رحمه الله تعالى أن يحذف كثيرًا من هذه الزوائد ويُبدل بعض العبارات بأوضح منها أو بأقوى فاختصر كتاب سلم التوفيق في كتاب سماه مختصر عبد الله الهرري الكافل بعلم الدين الضروري ثم شرحه شرحًا مبسوطًا سماه بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب، على أنّ المبتدئ الذي لم يتلق إلا حَلاً وجيزًا لهذا المختصر قد يجد صعوبة في الانتقال مباشرة إلى دراسة كتاب البغية واستيعاب كل ما فيه من تفصيلات وتنبيهات ونُقُول نفيسة فكانت حاجةٌ إلى تصنيف متوسّط بين مرحلة حلّ الألفاظ ومرحلة البَسط في الشرح. ولأهمية هذا الموضوع وتسهيلاً على المبتدئين في دراسة الفقه الشافعي وعلى الراغبين في تحصيل القدر الضروري من علم الدين وتوطئة لدراسة كتاب بغية الطالب رأينا استخلاص محتويات الكتب الأربعة المتقدمة في صورة شرح موجز على ألفاظ المختصر الأخير مع حواشٍ وإحالات وتراجم وفهارس نافعة نهديها لطلبة علم الدين الشريف. وسمينا هذا التعليق «عُمدة الراغب في مختصر بغية الطالب» جعل اللهُ فيه النفعَ العميم لمدَرِّسه ودارسه وهو الوليُّ الوكيل وعليه الاعتماد والتكلان.
————-

1- [سورة محمد/ الآية ١٩].
2- [سورة طه/ الآية ١١٤].
3- رواه البيهقي في مناقب الشافعي.

تقريظ
الشيخ الدكتور حسام قراقيرة

الحمد لله يفعل ما يشاء وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أفضل أهل الأرض والسماء وعلى ءاله وصحبه الأتقياء النجباء أما بعد فقد اطلعت على الكتاب المسمى “عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب” وقرأته كله فوجدته كاسمه حقيقًا بأن يكون عمدةً لطالب علم الدين ومرجعًا لمعرفة الفرض العيني من هذا العلم، فيه اعتماد الراجح من الأقوال مع الاختصار في موضعه والبسط في موضعه وحسن التمثيل وتوقي الدقة في العبارة والبعد عن اللبس والغموض، ولا غرابة في ذلك إذ هو خلاصة لما نقله علماء الأمة وحقّقه أساطينها جزى الله من جمعه خيرًا ونفع به دارسه ومدرسه إنه سميع مجيب.
وكتب الشيخ حسام قراقيرة في التاسع والعشرين من رمضان سنة ألف وأربعمائة وتسع وعشرين للهجرة.

ترجمة الإمام الشافعي

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف بن قصي إذ كان لعبد مناف أربعة بنون هاشمٌ والمطلبُ ونوفلٌ وعبدُ شمسٍ بنو عبد مناف فنَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم هاشمي والشافعي رضي الله عنه مطلبي. وإنما قيل له الشافعي نسبةً إلى شافع بن السائب وهو صحابي ابن صحابي. ولد بغزة هاشم وقيل باليمن سنة خمسين ومائة من الهجرة وهو العام الذى توفي فيه أبو حنيفة وحمل إلى مكة وعنه أنه قال فخافت أمي عليَّ الضيعة وقالت الحق بأهلك فتكون مثلهم فاني أخاف أن تغلب على نسبك فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي لا تشغل بهذا فعجلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق اﻫ روى عن مالك ومسلم بن خالد وابن عيينة وإبراهيم بن سعيد وفضيل بن عياض وعن عمه محمد بن شافع وجماعة غيرهم. كان حافظًا حفظ الموطأ في مدة قليلة. خرج عن مكة ولزم هذيلاً فتعلم كلامها وكانت أفصح العرب فبقي فيهم مدة راحلاً برحيلهم ونازلاً بنزولهم ورحل إلى مالك فأخذ عنه الموطأ وكان مالك يثني على فهمه وحفظه ووصله بهدية جزيلة لما رحل عنه وكان الشافعي يقول مالك معلمي وأستاذي ومنه تعلمنا العلم. وعليه حمل حديث «عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا» قال البيهقي وقد حمله جماعة من أئمتنا على أن هذا العالم الذي يملأ الأرض علمًا من قريش هو الشافعي روي ذلك عن أحمد بن حنبل وقاله أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه الإستراباذي وغيرهما. ولا يجوز أن يكون المراد بقوله «فإن عالمها يملأ الأرض علمًا» كل من كان عالمًا من قريش فقد وجدنا جماعة منهم كانوا علماء ولم ينتشر علمهم في الأرض فإنما أراد بعضهم دون بعض فإن كان المراد به كل من ظهر علمه وانتشر في الأرض ذكره من قريش فالشافعي ممن ظهر علمه وانتشر ذكره فهو في جملة الداخلين في الخبر وإن كان المراد به زيادة ظهور وانتشار فلا نعلم أحدًا من قريش أحق بهذه الصفة من الشافعي فهو الذي صنف من جملة قريش في الأصول والفروع ودونت كتبه وحفظت أقاويله وظهر أمره وانتشر ذكره حتى انتفع بعلمه راغبون وأفتى بمذهبه عالمون وحكم بحكمه حاكمون وقام بنصرة قوله ناصرون حين وجدوه فيما قال مصيبًا وبكتاب الله متمسكا ولنبيه صلى الله عليه وسلم متبعًا وبآثار أصحابه مقتديًا وبما دلوه عليه من المعاني مهتديًا فهو الذي ملأ الأرض من قريش علمًا ويزداد على ممر الأيام تبعًا فهو إذًا أولاهم بتأويل هذا الخبر ودخوله فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم «الأئمة من قريش قدموا قريشًا ولا تقدموها وتعلموا من قريش ولا تعلموها» اﻫ قال إسحاق ابن راهويه قال لي أحمد بن حنبل بمكة تعال حتى أريك رجلاً لم ترَ عيناك مثله فأقامني على الشافعي اﻫ وفي الجرح والتعديل للرازي نا عبد الرحمن انا أبو عثمان الخوارزمي فيما كتب إلى قال سمعت محمد بن الفضل البزاز قال سمعت أبي يقول حججت مع أحمد بن حنبل ونزلنا في مكان واحد فلما صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة وكنت أدور مجلسًا مجلسًا طلبًا لأحمد بن حنبل حتى وجدت أحمد عند شاب أعرابي وعلى رأسه جمة فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة عنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعون ما الله به عليم فقال لي اسكت فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول ولا يضرك في دينك ولا في عقلك وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة ما رأيت احدًا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي قلت من هذا قال محمد بن إدريس الشافعي اﻫ وقال أبو ثور ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه اﻫ وقال حرملة سمعت الشافعي يقول سميت ببغداد ناصر الحديث اﻫ ووثقه أحمد وغيره وقال أبو داود ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ اﻫ وصح عنه أنه قال إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط اﻫ وقال الربيع سمعته يقول إذا رويت حديثًا صحيحًا فلم ءاخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب اﻫ وتردد بالحجاز والعراق وغيرهما ثم استوطن مصر وتوفي بها ليلة الخميس وقيل ليلة الجمعة مِنسلخ رجب سنة أربع ومائتين عند عبد الله بن عبد الحكم وإليه أوصى ودفنه بنو عبد الحكم في قبورهم وصلى عليه السري أمير مصر. روى عنه أحمد بن حنبل والحميدي وأبو الطاهر ابن السراج والبويطي والمزني والربيع المؤذن وأبو ثور والزعفراني ومحمد بن عبد الحكيم وجماعة غيرهم. رحمه الله رحمة واسعة.

انظر تاريخ بغداد للخطيب ومناقب الشافعي ومعرفة السنن والآثار للبيهقي وتذكرة الحفاظ للذهبي والانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة لابن عبد البر والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون وغيرها.

ترجمة عبد الله بن حسين بن طاهر

عبد الله بن الحسين بن طاهر العلوي الحضرمي ولد في تريم بحضرموت سنة 1191 ﻫ وأقام سنوات بمكة والمدينة وأخذ عن العديد من المشاهير. عاد إلى بلاده فسكن المسيلة بقرب تريم ووعظ ودرّس. قال عنه تلميذه عيدروس الحبشي إمام المريدين وأستاذ السالكين الحافظ لزمانه وأوقاته المقبل على طاعة ربه وعباداته. له تصانيف منها سلم التوفيق في الفقه وعليه شرح للشيخ محمد نووي الجاوي المتوفى بمكة عام 1316 ﻫ ومفتاح الإعراب في النحو وعليه شرح لتلميذه مفتي مكة السيد محمد بن حسين الحبشي المتوفى بها سنة 1281ﻫ سماه السلس الخطاب على مفتاح الإعراب ومجموعة رسائل. توفي في المسيلة في ربيع الثاني سنة 1272 ﻫ.
قال تلميذه الحبيب العيدروس بن عمر إنه أي عبد الله بن حسين رحمه الله تعالى كان يأتي كل يوم مِن لا إلـٰه إلا الله بخمسة وعشرين ألفًا ومن يا الله بخمسة وعشرين ألفًا ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة وعشرين ألفًا وكان يغتسل ويتطيب لكل فريضة اﻫ
من أقواله ينبغي لمن أمر بمعروف أو نهى عن منكر أن يكون برفق وشفقة على الخلق يأخذهم بالتدريج فإذا رءاهم تاركين لأشياء من الواجبات فليأمرهم بالأهم فالأهم فإذا فعلوا ما أمرهم به انتقل إلى غيره وأَمَرَهم وخَوَّفَهم برفق وشفقة مع عدم النظر منه لمدحهم وذمهم وعطاهم ومنعهم وإلا وقعت المداهنة، وكذا إذا ارتكبوا منهيّات كثيرة ولم ينتهوا بنَهْيه عنها كلِّها فليكلمْهم في بعضها حتى ينتهوا ثم يتكلم في بعضـها حتى ينتهوا ثم يتكلم في غيرها وهكذا اﻫ من مجموع كلامه المنثور.
ومنها أكل الحلال أصلٌ كبير ولا تزكو العبادة ويظهر أثرها إلا إذا كانت اللقمة طيبة من غير شُبَه فالحلال كالأصل للعبادة والشىء لا يستقيم إلا إذا صَلَحَ أصله اﻫ أو كما قال.
ومنها أنه قال كان الأخ طاهرٌ يتتلمذ لكل من وجده مساويًا له أو أدنى منه في أي بلد كان ولم يظهر نفسه بدعوة الخلق ولا تذكيرهم إلا إذا لم يجد من يقوم بذلك مبالغة في الخُمول. وكان في بعض البلدان إذا رءا من يدعي المعرفة نكش كتابه وقال له با أقرأ عليك. وحصل النفع له ولغيره بسبب تواضعه وتهذيب نفسه لأنه من تكبر على الناس وطلب منهم المجيء إلى عنده والقراءة عليه لم يحصل له ولا منه انتفاع اﻫ
وكان عيدروس الحبشي يحكي عنه مثالاً ضربه للسالك من أهل الطريق أنه قد تَعْرِضُ له وقفة أو قال فترة وقد سار أربعين ذراعًا فيرجع إلى حيث كان ثم يعود ويرجع للأخذ في سلوك طريقه فيسير عشرين ذراعًا فيظن أنه قد حصل له ستون ذراعًا بانضمام العشرين الأخيرة اﻫ

من شعره
واطلبِ العلمَ في صباحٍ ومَمْسى ***** وَبلَيْـلٍ وبالعِـشى والبُـكورِ
إنَّ في العلمِ كلَّ فوزٍ ونَجْحٍ ***** إنَّ في العلمِ كلَّ خيرٍ ونورِ
فَبِهِ تَعْرِفُ الإلـٰهَ وتَعرِفْ ***** كلَّ أمرٍ في وِرْدِهِ والصدورِ
انظر نيل الوطر ومعجم المؤلفين والأعلام والمنهج السويّ.

ترجمة محمد بن عمر الجاوي النواوي

ترجمه الزركلي في الأعلام ولم يبين سنة ولادته وقال محمد بن عمر نووي الجاوي البنتني إقليمًا التناري بلدًا مفسر متصوف من فقهاء الشافعية هاجر إلى مكة وتوفي بها عرَّفه تيمور بعالم الحجاز. له مصنفات كثيرة منها مراح لبيد لكشف معنى القرءان المجيد في مجلدين وهو تفسيره ومراقي العبودية شرح لبداية الهداية للغزالي فرغ من تأليفه سنة تسع وثمانين بعد المائتين والألف للهجرة وقامع الطغيان على منظومة شعب الإيمان وقطر الغيث في شرح مسائل أبي الليث وعقود اللجين في بيان حقوق الزوجين ونهاية الزين بشرح قرة العين وشرح فتح الرحمـٰن في التجويد ونور الظلام في شرح قصيدة العوام لأحمد المرزوقي ومرقاة صعود التصديق في شرح سلم التوفيق لابن طاهر المتوفى في السنة الثانية والسبعين بعد المائتين والألف وكاشفة السجا في شرح سفينة النجا في أصول الدين والفقه اﻫ توفي في السنة السادسة عشر بعد الثلاثمائة والألف للهجرة.

ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد الهرري

اسمه وكنيته وشهرته
هو العالِم الجليل قدوة المحقّقين وعمدة المدقّقين صدر العلماء العاملين الإمام المحدّث التقي الزاهد والفاضل العابد صاحب المواهب الجليلة الشيخ أبو عبد الرَّحمـٰن عبد الله بن محمَّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الشَّيبي1العبدري2القرشي نسبًا الهرري3،موطنًا المعروف بالحبشي.

مولده ونشأته
وُلِدَ فِي مدينة هرر حوالي سنة 1330هـ – 1912ر، ونشأ فِي بيتٍ متواضع محبًا للعلم ولأهله فحفظ القرءان الكريم استظهارًا وترتيلًا وإتقانًا وهو قريب العاشرة من عمره فِي أحد كتاتيب باب السلامة فِي هرر، وأقرأه والده كتاب «المقدمة الحضرمية فِي فقه السادة الشافعية» وكتاب «المختصر الصغير فيما لا بد لكل مسلم من معرفته» وهو كتاب مشهور فِي بلاده وكلاهما للشيخ عبد الله بافضل الحضرمي الشافعي، ثم حُببَ إليه العلم فأخذ عن بعض علماء بلده وما جاورها، وعكف على الاغتراف من بحور العلم فحفظ عددًا من المتون فِي مختلف العلوم الشرعية.

رحلاته
لم يكتفِ بعلماء بلدته وما جاورها؛ بل جال فِي أنحاء الحبشة ودخل أطراف الصومال مثل هرﮔـيسا لطلب العِلم وسماعه من أهله وله فِي ذلك رحلات عديدة لاقى فيها المشاق والمصاعب، غير أنه كان لا يأبه بها؛ بل كلما سمع بعالِم شدَّ رحاله إليه ليستفيد منه، وهذه عادة السلف الصالح، وساعده ذكاؤه وحافظته العجيبة على التعمّق فِي الفقه الشافعي وأصوله ومعرفة وجوه الخلاف فيه، وكذا الشأن فِي الفقه المالكي والحنفي والحنبلي، ثم أَوْلى علم الحديث اهتمامه رواية ودِراية فحفظ الكتب الستة وغيرها بأسانيدها وأجيز بالفتوى ورواية الحديث وهو دون الثامنة عشرة حتى صار يُشار إليه بالأيدي والبنان ويُقصد وتشدُّ الرحال إليه من أقطار الحبشة والصومال حتى صار على الحقيقة مفتيًا لبلده هرر وما جاورها.
ثم خرج من بلده إلى مكة بعد أن كثر تقتيل العلماء مرات عديدة ءاخرها سنة 1371هـ – 1951 فتعرّف إلى عدد من علمائها كالشيخ العالِم السيّد علوي المالكي والشيخ السيد أمين الكتبي والشيخ محمد ياسين الفاداني والشيخ حسن مشاط وغيرهم وربطته بهم صداقة وطيدة، وحضر على الشيخ محمّد العربي التبّان، واتصل بالشيخ عبد الغفور النقشبندي فأخذ منه الطريقة النقشبندية كما سيأتي.
ورحل بعدها إلى المدينة المنوّرة واتصل بعدد من علمائها منهم: الشيخ المحدث محمّد بن علي الصديقي البكري الهندي الأصل ثم المدني الحنفي وأجازه، واجتمع بالشيخ المحدث إبراهيم الخُتَني تلميذ المحدث عبد القادر شلبي الطرابلسي ثم المدني والشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي الهندي ثم المدني والشيخ المحدث محمد يوسف البنُّوري، وحصلت بينهم صداقة ومودة، ثم لازم مكتبة عارف حكمت والمكتبة المحمودية مطالعًا منقبًا بين الأسفار الخطيَّة مغترفًا من مناهلها فبقي فِي المدينة مجاورًا مدة من الزمن.
ثم رحل إلى بيت المقدس فِي أواخر سنة 1371هـ – 1952ر مشيًا على الأقدام ومنه إلى الخليل ثم توجَّه إلى دمشق، فاستقبله أهلها بالترحاب، لا سيما بعد وفاة محدّثها الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله، ثم سكن فِي جامع القطاط فِي محلة القيمرية وأخذ صيته فِي الانتشار فتردّد عليه مشايخ الشام وطلبتها وتعرَّف على علمائها واستفادوا منه وشهدوا له بالفضل وأقرُّوا بعلمه واشتهر فِي الديار الشامية بـ«خليفة الشيخ بدر الدين الحسني» وبـ«مُحَدّث الديار الشاميّة»، ثم تنقل فِي بلاد الشام بين دمشق وبيروت وحمص وحماة وحلب وغيرها من المدن السورية واللبنانية إلى أن استقر ءاخرًا فِي بيروت.

مشايخه
هرر وضواحيها
أخذ عن والده محمد بن يوسف كما تقدَّم، وعن كبير4علي شريف علم التوحيد، وقرأ عليه القرءان الكريم تجويدًا وترتيلًا وحفظه وهو دون العاشرة، وعن العالم النحرير الشيخ الولي محمد ابن عبد السلام الهرري الفقه الشافعي والنحو، وقرأ على الشيخ محمد بن عمر جاع الهرري علم التوحيد والفقه والشافعي والنحو، وقرأ على الشيخ إبراهيم بن أبي الغيث الهرري كتاب «عمدة السالك وعدة الناسك» لأحمد بن النقيب الشافعي، وعلى الشيخ الصالح أحمد الضرير الملقب بالبصير فِي قريته كرُو كتاب «الفواكه الجنية على متممة الآجرومية» للفاكهي وشرح التصريف العزي للتفتازاني وألفية ابن مالك و«الجوهر المكنون فِي الثلاثة متون» فِي البلاغة للأخضري، وكتاب «تلخيص المفتاح» فِي البلاغة للقزويني.

خارج هرر
ارتحل إلى غرب الحبشة فقرأ فِي جِمَّة على الشيخ بشرى ﮔـوراﮔـي علم العروض والقوافي، والشيخ عبد الرحمـٰن بن عبد الله الحبشي المعروف بالمصري جميع صحيح مسلم وسنن النسائي و«تدريب الراوي شرح تقريب النووي» للحافظ السيوطي وبعضًا من صحيح ابن حبّان والسنن الكبرى للبيهقي ومسند الإمام أحمد وسمع منه المسلسل بالأولية وغيره ثم أجازه بسائر مروياته.
وقرأ فِي ناحية جِمَّة على الشيخ يونس ﮔـوراﮔـي «فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب» للشيخ زكريا الأنصاري.
وأخذ عن الشيخ العلامة النحوي اللغوي محمد شريف الجِمي الشهير بشيخ شِيرو فِي ناحية جِمَّة فِي قرية شِيرو شرح ملحة الإعراب وشرح ألفية ابن مالك لابن عقيل وشرح شافية ابن الحاجب فِي الصرف للأستراباذي وكتاب «فتح الجواد فِي شرح الإرشاد لابن المقري» لابن حجر الهيتمي وحضر عليه أيضًا فِي التفسير.
وقرأ على الشيخ أحمد دﮔـو فِي ﭼـزين ناحية جِمَّة «جمع الجوامع فِي أصول الفقه» للسبكي بشرح المحلي، وأدرك الشيخ إبراهيم القَتْبَاري فِي ءاخر عمره لما سكن جِمَّه وقرأ عليه «تحفة الطلاب بشرح متن تحرير تنقيح اللباب» للشيخ زكريا الأنصاري.
واجتمع بالشيخ الفقيه الأديب الصوفي الزاهد عمر بن علي البَلْبِلَّيتي، الغَلَمْسي فقرأ عليه فِي علم الميقات والفلك.
ثم ارتحل إلى شمالي الحبشة مشيًا على الأقدام فدخل رايَّه وهي تبعد عن هرر نحو ألف كيلومتر فقرأ على مفتي الحبشة الشيخ محمد سراج الجبرتي سنن أبي داود وابن ماجه وشرح نخبة الفكر فِي مصطلح أهل الأثر للحافظ ابن حجر العسقلاني وسمع منه المسلسل بالأولية وغيره ثم أجازه بسائر مروياته، ودخل قرية كَدَّو مرتين فقرأ على الشيخ الصالح المقرئ المحدث أبي هدية الحاج كبير أحمد بن عبد الرحمـٰن إدريس الدَّاوي الكدّي الحسني شيخ القراء فِي المسجد الحرام بمكة – وكان يسميه أحمد عبد المطلب – صحيح البخاري وسنن الترمذي وأجازه وقرأ عليه نصف القرءان من طريق الشاطبية، ثم دخل أديس أبابا فقرا على الشيخ داود الجبرتي الهاشمي المقرئ شرح الجزرية لزكريا الأنصاري وقرأ عليه القرءان بقراءتي نافع المدني وأبي عمرو البصري وبرواية حفص عن عاصم، وقرأ عليه كتاب «الدرة المضية فِي القراءات الثلاث المتممة للعشر» لابن الجزري.

خارج الحبشة
اجتمع فِي المدينة بالشيخ محمد علي أعظم حسين الصديقي البكري الهندي الأصل ثم المدني الحنفي فسمع منه المسلسل بالأولية وغيره من المسلسلات وقرأ عليه «الأربعون العجلونية» وأجازه، وحضر على الشيخ محمد العربي التبَّان المكي المالكي بعض الدروس فِي التفسير والحديث فِي المسجد الحرام عند باب الزيارة. وأجازه المسند الأصولي علم الدين أبو الفيض محمد ياسين الفاداني المكي بسائر مروياته.
ثم دخل دمشق فقرأ على الشيخ المقرئ محمود فايز الديرعطاني نزيل دمشق وجامع القراءات العشر أقل من ختمة برواية حفص على وجه قصر المنفصل فِي المدرسة الكاملية بدمشق، وأجازه الشيخ محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكَتَّاني نزيل دمشق وقتها بسائر مروياته، وقرأ على الشيخ محمد العربي العزوزي الفاسي نزيل بيروت الموطأ وسمع من لفظه الأربعين العجلونية وبعضًا من مسند أحمد والمسلسل بالأولية وأجازه، وتردد على الشيخ محمد توفيق الهِبري البيروتي وسمع من لفظه بعضًا من الأربعين العجلونية وأجازه بها.

تدريسه
شرع يُلقي الدروس مبكرًا على الطلاب الذين ربما كانوا أكبر منه سنًّا فجمع بين التعلُّم والتعليم فِي ءان واحد، وانفرد فِي أرجاء الحبشة والصومال بتفوّقه على أقرانه فِي معرفة تراجم رجال الحديث وطبقاتهم وحفظ المتون والتبحّر فِي علوم السُّنَّة واللغة والتفسير والفرائض وغير ذلك، حتى إنه لم يترك علمًا من العلوم الإسلامية المعروفة إلا درسه وله فيه باعٌ، وربما تكلّم فِي علم فيظن سامعُه أنه اقتصر عليه فِي الإحكام وكذا سائر العلوم على أنه إذا حُدّث بما يعرف أنصت إنصات المستفيد، فهو كما قال الشاعر: [الكامل] وتراهُ يُصغي للحديثِ بِسَمْعهِ ***** وبقَلبِهِ ولعلهُ أدرَى بهِ

الثناء عليه
أثنى عليه العديد من علماء وفقهاء الشام منهم: الشيخ علاء الدين وأخوه عزَّ الدين الخزنوي الشافعيان النقشبنديان من الجزيرة شمالي سوريا، والشيخ عبد الرزَّاق الحلبي إمام ومدير المسجد الأموي بدمشق، والشيخ أبو سليمان سهيل الزَّبيبي، والشيخ مُلَّا رمضان البوطي، والشيخ أبو اليُسر عابدين مفتي سوريا، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ سعيد طَنَاطِرَة الدمشقي، والشيخ أحمد الحُصَري شيخ معرّة النعمان ومدير معهدها الشرعي، والشيخ عبد الله سراج الحلبي، والشيخ محمد مراد الحلبي، والشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قرَّاء حمص، والشيخ عبد السلام أبو السعود الحمصي، والشيخ فايز الدَّيرعطاني نزيل دمشق وجامع القراءات السبع فيها، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت الدمشقي والدكتور أحمد الحلواني شيخ القرَّاء فِي سوريا، والشيخ أحمد الحارون الدمشقي الولي الصالح، والشيخ طاهر الكيالي الحمصي، والشيخ صلاح كِيوَان الدمشقي، والشيخ عباس، والشيخ حمدي الجويجاتي الدمشقيان ومفتي محافظة إدلب الشيخ محمد ثابت الكيالي ومفتي الرقة الشيخ محمد السيد أحمد، والشيخ هاشم المجذوب الدمشقي، والشيخ الفرضي أبو عمر القصيباني العاتكي الدمشقي الشافعي والشيخ نوح القضاة من الأردن وغيرهم خلق كثير.
وكذلك أثنى عليه الشيخ عثمان سراج الدين سليل الشيخ علاء الدين شيخ النقشبندية فِي وقته وقد حصلت بينهما مراسلات علمية وأخوية، والشيخ عبد الكريم محمد البَيَّاري المدرّس فِي جامع الكيلانية ببغداد والشيخ محمد زاهد الإسلامبولي، والشيخ محمود أفندي الحنفي من مشاهير مشايخ الأتراك العاملين الآن بتلك الديار والشيخان عبد الله وعبد العزيز الغماري محدّثا الديار المغربية والشيخ محمد ياسين الفاداني المكي شيخ الحديث والإسناد بدار العلوم الدينية بمكة المكرمة، والشيخ محمود طاش مفتي إزمير، والشيخ المحدث حبيب الرحمـٰن الأعظمي، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الهنديان والمحدث إبراهيم الخُتني وغيرهم خلق كثير.
أخذ الإجازة بالطريقة الرفاعيّة من الشيخ محمد علي الحريري الدمشقي، والخلافة من الشيخ عبد الرَّحمـٰن السبسبي الحموي والشيخ طاهر الكيالي الحمصي، والإجازة بالطريقة القادريّة من الشيخ الطيب الدمشقي والشيخ الزاهد عمر بنعلي البَلْبِليتي، والخلافة من الشيخ أحمد البدوي السوداني الـمُكاشفي، والشيخ أحمد العِربيني، والشيخ الـمُعمَّر علي مرتضى الدِّيروي الباكستاني، وأخذ الطريقة الشاذلية من الشيخ أحمد البصير، والنقشبندية من الشيخ عبد الغفور العباسي المدني النقشبندي والخلافة فيها من الشيخ الـمُعمَّر علي مرتضى الديروي الباكستاني رحمهم الله تعالى، كما أخذ الخلافة بالطريقة الـﭽـشتية والسهروردية من الأخير.

دخوله بيروت
دخل أول مرة بيروت حوالي سنة 1372 هـ – 1952ر، فاستضافه كبار مشايخها أمثال الشيخ القاضي محيي الدين العجوز، والشيخ المستشار محمد الشريف، واجتمع فِي بيته بمفتي عكار الشيخ بهاء الدين الكيلاني وسأل الشيخ فِي علم الحديث واستفاد منه، واجتمع أيضًا بالشيخ عبد الوهاب البثوتَاري إمام جامع البسطا الفوقا والشيخ أحمد إسكندراني إمام ومؤذن جامع برج أبي حيدر، وبالشيخ توفيق الهِبري وعنده كان يجتمع بأعيان بيروت، وبالشيخ عبد الرحمـٰن المجذوب، واستفادوا منه، وبالشيخ مختار العلايلي رحمه الله أمين الفتوى السابق الذي أقرَّ بفضله وسعة علمه وهيَّأ له الإقامة على كفالة دار الفتوى فِي بيروت ليتنقّل بين مساجدها مقيمًا الحلقات العلميَّة وذلك بإذن خطَّي منه.
وفي سنة 1389هـ -1969ر وبطلب من مدير الأزهر فِي لبنان ءانذاك ألقى محاضرة فِي التوحيد فِي طلَّاب الأزهر.

تصانيفه وءاثاره
شغله إصلاح عقائد الناس ومحاربة أهل الإلحاد وقمع فتن أهل البدع والأهواء عن التفرّغ للتأليف والتصنيف، ورغم ذلك أعدَّ ءاثارًا ومؤلفات قيّمة كثيرة نذكر منها

القرءان وعلومه:
كتاب الدُّرّ النضيد فِي أحكام التجويد.

علم التوحيد:
نصيحة الطلاب، وهي منظومة رجزية فِي الاعتقاد مع ذكر بعض الفوائد العلمية والنصائح تقع فِي مائتي بيتًا تقريبًا5، خ.
الصراط المستقيم، طُبع مرات عديدة.
الدليل القويم على الصّراط المستقيم، طبع.
المطالب الوفية شرح العقيدة النسفيّة، طبع.
إظهار العقيدة السُّنية بشرح العقيدة الطحاوية، طبع.
الشرح القويم فِي حل ألفاظ الصراط المستقيم، طبع.
صريح البيان فِي الردّ على من خالف القرءان، طبع.
المقالات السُنيّة فِي كشف الضلالات أحمد بن تيمية، والكتاب فِي أشهر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية إجماع الأمة فِي أصول الدين وقد طبع مرات عديدة.
شرح الصفات الثلاث عشرة الواجبة لله، طبع.
العقيدة المنجية وهي رسالة صغيرة أملاها فِي مجلس واحد، طبع.
التحذير الشرعي الواجب، طبع.
رسالة فِي بطلان دعوى أولية النور المحمدي، طبع.
رسالة فِي الرد على قول البعض إن الرسول يعلم كل شيء يعلمه الله، طبع.
الغارة الإيمانية فِي رد مفاسد التحريرية، طبع.
الدرة البهية فِي حل ألفاظ العقيدة الطحاوية، طبع.
التعاون على النهي عن المنكر، طبع.
قواعد مهمة، طبع.
رسالة التحذير من الفرق الثلاث، طبع.
رسالة فِي الرد على القاديانية، طبع.
رسالة فِي الرد على سيد سابق، طبع.
النهج السوي فِي الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي، طبع.

علم الحديث وتعلقاته:
شرح ألفية السيوطي فِي مصطلح الحديث، خ.
التعقُّب الحثيث على من طعن فيما صحّ من الحديث، طُبع. ردّ فيه على الألباني وفنّد أقواله بالأدلة الحديثية الباهرة حتى قال عنه محدّث الديار المغربية الشيخ عبد الله الغماري رحمه الله: «وهو ردٌّ جيّد متقن».
نصرة التعقب الحثيث على من طعن فيما صحّ من الحديث، طُبع.
أسانيد الكتب السبعة فِي الحديث الشريف، طبع.
أسانيد الكتب الحديثية العشرة، طبع.
الأربعون الهررية، وهو أربعون حديثًا من أربعين كتابًا من كتب الحديث مشروحة، خ.

الفقه وتعلقاته:
مختصر عبد الله الهرري الكافل بعِلم الدين الضروري على مذهب الإمام الشافعي t ، طُبع.
بغية الطالب لمعرفة العِلم الديني الواجب، طُبع.
شرح ألفيّة الزّبد فِي الفقه الشافعي، خ، شرحها بكاملها سوى الخاتمة فِي التصوف.
شرح متن أبي شجاع فِي الفقه الشافعي، خ، وصل فيه إلى ءاخر باب حد القذف.
شرح متن العشماويّة فِي الفقه المالكي، خ، لم يكمله.
شرح التنبيه للإمام الشيرازي فِي الفقه الشافعي، لم يكمله.
شرح منهج الطلاب للشيخ زكريا الأنصاري فِي الفقه الشافعي، لم يكمله.
شرح كتاب سُلَّم التوفيق إلى محبة الله على التحقيق للشيخ عبد الله باعلوي، خ.
مختصر عبد الله الهرري الكافل بعِلم الدين الضروري على مذهب الإمام مالك ، طبع.
مختصر عبد الله الهرري الكافل بعِلم الدين الضروري على مذهب الإمام أبي حنيفة ، طبع.

اللغة العربية:
شرح متمّمة الآجرمية فِي النحو، لم يكمل، خ.
شرح منظومة الصبان فِي العروض، خ.

السيرة النبوية وتعلقاتها:
الروائح الزكية فِي مولد خير البرية، طبع.
مختصر تنبيه الأنام فِي بيان علو مقام نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام لعبد الجليل القيرواني، طبع.
مختصر الكواكب الدرية فِي مدح خير البرية المسماة بالبردة للبوصيري، طبع.
مختصر عنوان الشريف بالمولد الشريف لعلي بن ناصر الحجازي، طبع.
مختصر الفتح الرحماني فِي ذكر الصلاة على أشرف الخلائق الإنساني سيدنا محمد المصطفى العدناني وعلى ءاله وأصحابه النجباء البررة الكرام، طبع.
المولد الشريف، طبع.
وقد كان شرع فِي جمع رسالة في
تنزُّه كلام الله عن الحرف والصوت واللغة، خ.
جزء فِي أحاديث نص الحفاظ على صحتها وحسنها، خ.
لكن أدركته المنيّة رحمة الله عليه قبل إتمامِهِ.
هذا ما كان من مؤلفاته، أما ما أملاه من الدروس والرسائل فِي العقائد والفقه والحديث والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فكثير جدًّا.

سيرته وشمائله
الشيخ عبد الله الهرري شديد الورع، متواضع، صاحب عبادة، كثير الذّكر، يشتغل بالعلم والذِّكر معًا، زاهد طيّب السريرة، شفوق على الفقراء والمساكين، كثير البر والإحسان، لا تكاد تجد له لحظة إلا وهو يشغلها بقراءة أو ذكر أو تدريس أو وعظ وإرشاد، عارِف بالله، متمسّك بالكتاب والسُّنَّة، حاضر الذهن قوي الحجّة ساطع الدليل، حكيم يضع الأمور فِي مواضعها، شديد النكير على من خالف الشرع، ذو همّة عالية فِي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف فِي الله لومة لائم حتى هابه أهل البدع والضلال وحسدوه، ورموه بالأكاذيب والافتراءات بقصد تنفير الناس منه لكن الله يدافع عن الذين ءامنوا.

وفاته
اشتد عليه المرض فألزمه البيت بضعة أشهر حتى توفاه الله تعالى فجر يوم الثلاثاء فِي الثاني من شهر رمضان سنة 1429هـ الموافق الثاني من شهر أيلول سنة 2008ر.
وهذا ما كان من خلاصة ترجمته الجليلة، ولو أردنا بسطها لكلَّت الأقلام عنها وضاقت الصُّحف ولكن فيما ذكرناه كفاية يُستدل بها كما يُستدلّ بالعنوان على ما هو فِي طيّ الكتاب.
——————

1- بنو شيبة بطن من عبد الدار من قريش وهم حجبة الكعبة إلى الآن، انتهت إليهم من قبل جدهم عبد الدار حيث ابتاع أبوه قصيّ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي، وقد جعلها النبي r فِي عقبهم. انظر: سبائك الذهب (ص68)
2- بنو عبد الدار بطن من قصي بن كلاب جدّ النبيالرابع. انظر: سبائك الذهب (ص68)
3- تقع مدينة هرر ي شرق إفريقيا ضمن جمهورية أثيوبيا.
4- معناها فِي بلاد الحبشة: “الشيخ العالم”
5- تنبيه مهم: فِي ءاخر حياة شيخنارضي الله عنهأرسل إلى هرر طالبًا من بعض أحبابه ليحذف بيتين من هذه المنظومة أحدهما مدح تفسير ابن كثير وذكر أن السبب فِي ذلك أن اطلع بعد ذلك بمدة على تجسيم فِي التفسير المذكور.

شاهد أيضاً

صحيح مسلم – الجزء الأول – القسم2

الجزء الأول – القسم2 أبواب مختلفة بَابٌ فِي الرِّيحِ الَّتِي تَكُونُ قُرْبَ الْقِيَامَةِ، تَقْبِضُ مَنْ …