بصوت مولانا الشيخ عبد الله الهرري غفر الله له ولوالديه
عهدُ الله فوق أيديهم ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ معناه عهد الله فوق أيديهم، أي أنَّ الذين بايعوك يا رسول الله، عهدُ الله فوق أيديهم، لأنَّ الله هو الذي أمره أن يبايعوه، بأمر الله كانت تلك البيعة، فصاروا هم معاهدين لله، لأن الرسول بايعهم بإذن الله بأمر الله فهم تحملّوا عهد الله، فيد الله أي عهد الله فوق أيديهم، هذا معناه وإلا، الله تبارك وتعالى موجود لا كالموجودات ليس جسما كثيفا ولا جسما لطيفا كالريح والهواء والملائكة لا يشبه شيئا، لا هو كهؤلاء ولا هو كهؤلاء، لا يمكن تصوره بالعقل إنما العقل يؤمن بأنه موجود من غير أن يتصوره لأنه لا مثل له كيف يتصوره؟! الذي يريد أن يتصور الله لا يصلُ إلى عمل حسن، بل يكفر إن تصوره كالشمس أو تصوره كالسماء أو تصوره كالإنسان أو تصوره كالماء أو تصوره كأشخاص كأشكال بني ءادم، كيف يتصور الله تعالى قلب الإنسان لا يصل إلى الحقيقة، لذلك التفكر في الله ممنوع التفكر في ذات الله، التفكر في مخلوقات الله هذا الذي أمر الله به لأن الذي يتفكر في أحوال المخلوقات، الشمس والقمر والسماء والأرض والإنسان نفسه، يعرف يقينا أن له ولهذه الأشياء كلها خالقا لا يشبهها، ثمَّ الطريقة إن كانت الطريقة القادرية والرفاعة أو غير ذلك من طرق أهل الله قربة إلى الله لأنها توافق القرءان والحديث، ما فيها شىء يخالف القرءان والحديث، كل شىء فعله أهل العلم، المخلصون الصالحون، كل شىء أحدثوه في الدين فهو سنة حسنة، وأول الطرق القادرية والرفاعية، بعد ذلك نشأت طرق أخرى الشاذلية والبدوية والدسوقية والجفتية والرحمانية إلى غير ذلك نحو أربعين طريقة. لكن التيجانية فاسدة لا توافق القرءان والحديث طريقة التجانية، هي موجودة في المغرب، نبعت في المغرب من مائتين وخمسين سنة تقريبا طلعت، ثمَّ انتشرت إلى الجزائر وتونس ومصر والسودان هذه فاسدة طريقة فاسدة لأنهم يخالفون شريعة الله. أصلُهَا على خلاف شريعة الله، عندهم صيغة فيها كفر “اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عين ذاتك الغيبية” يجعلون الرسولَ عين ذات الله. ويقولون أيضا إن شيخهم الذي ينتسبون إليه أفضلُ الأولياء من أيام ءادم إلى قيام الساعة. معنى ذلك أنه أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأويس القرني، أويس القرني الرسول قال قبل أن يراه بالوحي قال: “إنَّ خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر” وصفه بصفاته، ثم كان هو باليمن أيام الرسول، ثمَّ جاء إلى المدينة أيام عمر، فهذا أفضل الأولياء بعد أبي بكر وعمر وعثمان وعدد ءاخرين، ممن جاء بعد الصحابة هذا أفضل الأولياء، هؤلاء خالفوا قالوا شيخنا أبو العباس التجَّاني أفضل الأولياء من لدن ءادم إلى قيام الساعة، ويقولون أيضا إن الذي أخذ طريقتهم صار أفضل من القطب من غيرهم لمجرد ما يأخذ طريقتهم على زعمهم صار أفضل من الأقطاب، لو كان جاهلا لمجرد ما يأخذ طريقتهم يقولون صار أفضل من الأقطاب، الله قال ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ ضدُّ القرءان هذا التجانية، لا تستمعوا لهم، في المغرب والجزائر ومصر وغير ذلك، كثروا هم كثرة، لأنهم لما سمعوا هذا أن الذي يأخذ هذه الطريقة يصير أفضل من القطب من غيرهم، بمجرد أخذ الطريقة تدفقَّ إليهم الجهال كثروا. |
