المقدمة
الحمدُ للهِ خالقِ الجِنَّةِ والنَّاسِ، ومبدعِ الأنواعِ والأجناسِ، القويِّ فِي سلطانِهِ الشديدِ الباسِ، المنزَّهِ عنِ السِّنَةِ والنُّعَاسِ، الْمُخْرِجِ رَطْبَ الثِّمَارِ مِنْ يابسِ الأغراسِ، قَهَرَ عِزُّهُ كُلَّ صَعْبِ الْمِرَاسِ، لَا يَعْزُبُ عنْ سمعِهِ حركاتُ الأضراسِ، ولَا دبيبُ ذرٍّ بالليلِ ولَا مَا فِي القرطاسِ، نَفَذَتْ مَشيئَتُهُ فَكَمْ مُجْتَهِدٍ عَادَ بالياسِ، يفعلُ مَا يريدُ لَا بمقتَضَى تدبيرِ الخلقِ والقياسِ، قَدَّمَ نبيَّنَا محمدًا ﷺ عَلى كلِّ نبيٍّ دَبَّرَ وساسَ، فسبحانَ مَنْ أجزَلَ لهُ العطَا، وجعَلَهُ خيرَ نبيٍّ حاربَ وسطَا، وقالَ لأمتِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُوْنُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}. أَحْمَدُهُ حمدًا يدومُ بدوامِ اللَّحَظَاتِ وَالأَنفاسِ، وأُصَلِّي علَى رسولِهِ محمدٍ الذِي شَرْعُهُ مُستَقِرٌّ ثابتُ الأساسِ، وعلَى صاحبِهِ أبِي بكرٍ الثابتِ العزمِ وقدِ ارتدَّ كثيرٌ مِنَ الناسِ، وعلَى عمرَ قاهرِ الجبابرةِ مِنَ الجنِّ وَالناسِ، وعلَى عثمانَ الصابرِ يومَ الشهادةِ علَى مريرِ الكاسِ، وعلَى عليٍّ أهدَى الجماعةِ إلَى نصٍّ أو قياسٍ، وعلَى عمِّهِ وصِنْوِ أبيهِ العباسِ، أَمَّا بَعدُ:
كُنَّا قَد وَصَلنَا فِي شَرحِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ إِلَى العَامِ السَّادِسِ مِنَ الهِجرَةِ النَّبَوِيَّةِ:
ذكر أحداث السنة السادسة من الهجرة النبوية
فِي السِّـتِّ كَانَت عُمرَةُ الحُدَيبِيَه *** وَبَيعَةُ الرِّضـوَانِ تِلكَ الـزَّاكِـيَـه
وَفِيهِ فَرضُ الحَـجِّ أَو مَـا خَـلَـتِ *** أَو فِي الثَّـمَـانِ أَو فَـفِـي التَّاسِعَةِ
خُـلـفٌ وَقِيلَ كَـانَ قَبلَ الهِجرَةِ *** وُجُـوبُـهُ حَـكَـاهُ فِي «الـنِّـهَايـةِ»
وَفِـيـهِ قَـد سَـابَـقَ بَينَ الخَـيـلِ *** وَءَايَـةُ الظِّـهَـارِ فِي ابـنِ خَـولِي
وَفِي العامِ السّادِسِ أَيضًا كَانَ فَرضُ الحَجِّ عَلَى مَنِ استَطَاعَ إِلَى البَيتِ سَبِيلًا عَلَى أحدِ الأقوالِ، وَفِي العامِ السّادِسِ سَابَقَ النَّبِيُّ ﷺ أعرابيًّا.
وخَبرُ ذَلِكَ أنَّهُ ﷺ كانَ لهُ ناقةٌ تُسمَّى “العَضبَاءَ” وهِيَ الَّتِي كانَت لا تُسبَقُ، فجَاءَ أعرَابِيٌّ على قَعُودٍ لَهُ فسَبَقَهَا، فشَقَّ ذلِكَ عَلَى المسلِمِينَ، ورَأَى رسُولُ اللهِ ﷺ مَا فِي وُجُوهِهِم قالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبِقَتِ العَضباءُ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: “حَقٌّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَن لَا يَرفَعَ شَيئًا مِنَ الدُّنيَا إِلَّا وَضَعَهُ“.
وفِي هذَا الحَدِيثِ بيانُ جوازِ اتِّخاذِ الإبلِ للرُّكوبِ والمُسابَقَةِ عليهَا، وفيهِ التّزهِيدُ في الدُّنيَا للإشارَةِ إلى أنَّ كلَّ شىءٍ منها لا يَرتفِعُ إلا وُضِعَ، وفيهِ الحَثُّ على التّواضُعِ، وفيهِ حُسنُ خُلُقِ النَّبِيِّ ﷺ وتواضُعُهُ وعَظَمتُهُ في صُدورِ أصحابِهِ.
وفي العامِ السّادسِ أيضًا سَابَقَ الرّسولُ ﷺ بَينَ الخَيلِ الَّتِي أُضمِرَت (أي قلَّلُوا علفَهَا فصَارَ بطنُهَا ضامِرًا نحِيفًا لتَصِيرَ أقوَى علَى الجريِ) مِنَ الحَفياءِ إلى ثَنِيَّةِ الوَداعِ، وسابقَ بينَ الخيلِ الَّتِي لَم تُضمَر مِن الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسجِدِ بَنِي زُرَيقٍ.
وَفي العامِ السّادسِ نزَلَت ءَايَةُ أحكامِ الظِّهَارِ.
نَزَلَت في شأنِ أوسِ بنِ الصّامتِ بن قَيسٍ الأنصاريِّ الخَزرجِيِّ وزوجتِهِ خَولَةَ بنتِ ثَعلبَةَ الأنصاريَّةِ، وهذَا هُوَ المُعتمَدُ والَّذِي عليهِ الأكثَرُ، ولَم يُوَافِق أَحَدٌ النّاظِمَ في أنَّها نَزَلَت فِي شأنِ أوسِ بنِ خَولِيٍّ عَلَى مَا وَجَدنَا، فلعَلَّ ذلكَ مِمّا أشكَلَ على النّاظِم.
وكان الظِّهارُ في الجاهليَّةِ يُوجِبُ عِندَهُم فُرقةً مُؤبَّدةً، فَجَاءَتِ الصحابيةُ الجليلَةُ خَولَةُ بنتُ ثَعلَبَةَ رضيَ الله عنها تَشتَكي إلىَ رسولِ اللهِ ﷺ زوجَها تُسِرُّ إليهِ بحدِيثِهَا وعائشةُ رَضِيَ اللهُ عنهَا في نَاحِيَةٍ مِنَ الغُرفَةِ لا تسمَعُ حديثَهَا، فأنزَلَ اللهُ على رسُولِه ﷺ أوائلَ سورةِ المجادِلَةِ أو المجادَلَةِ (وجهَانِ): ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾، فَسُبحَانَ الَّذِي وَسِعَ سَمعُهُ الأَصوَاتَ كلَّها يَسمَعُ المَسموعاتِ كلَّها بسمعٍ أزليٍّ يليقُ بهِ سبحانَه.
روَى ابنُ ماجَه: عَن عُروَةَ بنِ الزُّبَيرِ قَالَ: قَالَت عَائِشَةُ: تَبَارَكَ الَّذي وَسِعَ سَمعُهُ كُلَّ شَيءٍ، إِنِّي لأَسمَعُ كَلاَمَ خَولَةَ بِنتِ ثَعلَبَةَ وَيَخفَى عَلَيَّ بَعضُهُ وَهِيَ تَشتَكِي زَوجَها إِلَى رَسُولِ الله، وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ الله أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرتُ لَهُ بَطنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَت سِنِّي وَانقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي، اللهم إِنِّي أَشكُو إِلَيكَ، فَمَا بَرِحَت حَتَّى نَزَلَ جِبرِيلُ بِهؤُلَاءِ الآيَاتِ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾.اهـ
وفي مسنَدِ أحمَدَ عَن خَولَةَ بِنتِ ثَعلَبَةَ، قَالَت: فِيَّ وَاللهِ وَفِي أَوسِ بنِ صَامِتٍ أَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ صَدرَ سُورَةِ المُجَادَلَةِ، قَالَت: كُنتُ عِندَهُ، وَكَانَ شَيخًا كَبِيرًا قَد سَاءَ خُلُقُهُ وَضَجِرَ، قَالَت: فَدَخَلَ عَلَيَّ يَومًا، فَرَاجَعتُهُ بِشَيءٍ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَنتِ عَلَيَّ كَظَهرِ أُمِّي، ثُمَّ خَرَجَ، فَجَلَسَ فِي نَادِي قَومِهِ سَاعَةً، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَإِذَا هُوَ يُرِيدُنِي عَلَى نَفسِي، فَقُلتُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفسُ خُوَيلَةَ بِيَدِهِ، لَا تَخلُصُ إِلَيَّ، وَقَد قُلتَ مَا قُلتَ، حَتَّى يَحكُمَ اللهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكمِهِ، قَالَت: فَوَاثَبَنِي وَامتَنَعتُ مِنهُ، فَغَلَبتُهُ بِمَا تَغلِبُ بِهِ المَرأَةُ الشَّيخَ الضَّعِيفَ، فَأَلقَيتُهُ عَنِّي، ثُمَّ خَرَجتُ إِلَى بَعضِ جَارَاتِي، فَاستَعَرتُ مِنهَا ثِيَابَهَا، ثُمَّ خَرَجتُ حَتَّى جِئتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ، فَذَكَرتُ لَهُ مَا لَقِيتُ مِنهُ، فَجَعَلتُ أَشكُو إِلَيهِ ﷺ مَا أَلقَى مِن سُوءِ خُلُقِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله ﷺ يَقُولُ: “يَا خُوَيلَةُ، ابنُ عَمِّكِ شَيخٌ كَبِيرٌ، فَاتَّقِي اللهَ فِيهِ“، يعنِي يُصَبِّرُهَا النَّبِيُّ ﷺ وَيُذَكِّرُهَا بِالأَجرِ، قَالَت: فَوَالله مَا بَرِحتُ حَتَّى نَزَلَ فِيَّ القُرآنُ، فَتَغَشَّى رَسُولَ اللهِ ﷺ مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنهُ، فَقَالَ لِي: “يَا خُوَيلَةُ، قَد أَنزَلَ اللهُ فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ“، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ إِلَى قَولِهِ: ﴿وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله ﷺ: “مُرِيهِ، فَليُعتِق رَقَبَةً“، فَقُلتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا عِندَهُ مَا يُعتِقُ، قَالَ: “فَليَصُم شَهرَينِ مُتَتَابِعَينِ“، فَقُلتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ شَيخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِن صِيَامٍ، قَالَ: “فَليُطعِم سِتِّينَ مِسكِينًا وَسْقًا مِن تَمرٍ“، فَقُلتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا ذَاكَ عِندَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: “فَإِنَّا سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِن تَمرٍ“، قَالَت: فَقُلتُ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، قَالَ: “قَد أَصَبتِ وَأَحسَنتِ، فَاذهَبِي فَتَصَدَّقِي عَنهُ، ثُمَّ استَوصِي بِابنِ عَمِّكِ خَيرًا“، قَالَت: فَفَعَلتُ.
(والعرق: هو ما يسمونه الْمِكْتَلَ الضخم، واختلفوا في مساحة هذا المكتل، وبعضهم يذكر أنه يسع وَسقًا والوسق ستون صاعًا، لكل مسكين صاع). وفي بعض الروايات: فيه خمسة عشر صاعًا.
فقال: خذي هذا ليطعمه، قالت: وأنا سأعينه بمثله، فيكون المكتل خمسة عشر صاعًا، ومكتل آخر من زوجته خمسة عشر صاعًا، فيصير ثلاثين صاعًا، إذن يعطى للشخص الواحد نصف صاع.
وعلى هذا: اختلفت الأقوال في مقدار الكفارة للشخص الواحد من صاع إلى نصف.
وقد وقع بين الإمام مالك رحمه الله وشخصٌ من غير أهل المدينة مناظرة، فقال للإمام مالك: إن الإطعام على الشبع، يعني: أطعم ستين مسكينًا كل واحد ما يشبعه، فقال مالك: نعم على الشبع، فقال: لا يشبع الواحد عندنا إلا الصاع، فقال مالك: ونحن يشبع الواحد عندنا نصف الصاع؛ لأننا قد دعا لنا رسول الله ﷺ أن يبارك لنا في صاعنا ومدنا، وأنتم لم يدع لكم: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا)، فالإمام مالك رحمه الله استعمل هذه الدعوة المباركة في مقدار ما يشبع الشخص من الكفارة.
ويروى أن عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه مَرَّ فِي نَاسٍ مِن أَصحَابِهِ فَلَقِيَتهُ عَجُوزٌ فَاستَوقَفَتهُ، فَوَقَفَ عَلَيهَا حَتَّى قَضَت حَاجَتَهَا، فَلَمَّا فَرَغَت قَالَ رَجُلٌ: حَبَستَ رِجَالَاتِ قُرَيشٍ عَلَى هَذِهِ العَجُوزِ، قَالَ: وَيحَكَ تَدرِي مَن هَذِهِ؟، هَذِهِ عَجُوزٌ سَمِعَ الله عز وجل قولها وَالله لَوِ استَوقَفَتنِي إِلَى اللَّيلِ لَوَقَفتُ عَلَيهَا إِلَّا آتِيَ الصَّلَاةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيهَا حَتَّى تَقضِيَ حَاجَتَهَا.
وفي روايةٍ: أَنَّها قالَت لِعُمَرَ: حِينَ لَقِيَهَا وَسَلَّمَ علَيهَا عُمَرُ بَعدَ أَن رَدَّت علَيهِ: هِيهًا يا عُمَرُ عَهِدتُكَ وأَنتَ تُسَمَّى عُمَيرًا فِي سُوقِ عُكَاظٍ تَزَعُ الصِّبيَانَ فلَم تذهَبِ الأَيَّامُ حتى سُمِّيتَ عُمَرَ، ثمَّ لم تذهَب حتى سُمِّيتَ أميرَ المؤمنينَ، فاتَّقِ اللهَ في الرَّعِيّةِ، واعلَم أنَّ مَن خافَ الوَعِيدَ قَرُبَ علَيهِ البَعِيدُ، ومَن خَافَ المَوتَ خَشِيَ الفَوتَ.
وفِي هذهِ القصَّةِ إثبَاتُ صفَةِ السَّمعِ للهِ عزَّ وجلَّ، ومن أسمَاءِ اللهِ تعالى الحُسنَى السَّمِيعُ: وهوَ السَّامعُ للسِّرِّ والنَّجوَى بلَا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارِحةٍ وهوَ سميعُ الدعاءِ أي مجيبُهُ، قالَ تعالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، فالسمعُ صفةٌ أزليةٌ ثابتةٌ لذاتِ اللهِ فهوَ يسمعُ الأصواتَ بسمعٍ أزليٍّ أبديٍّ لَا كسَمعِنَا ليسَ بأُذُنٍ وصمَاخٍ، فهوَ تعالى لَا يعزُبُ أي لَا يغِيبُ عن سمعِهِ مسمُوعٌ وإِن خَفِيَ علَينَا وبَعُدَ عنَّا، كمَا أنَّ اللهَ يعلَمُ بغيرِ قلبٍ.
ودليلُ وجوبِ السمعِ لهُ عقلًا أَنَّه لو لَم يَكُن مُتَّصِفًا بالسَّمعِ لكانَ مُتَّصِفًا بالصَّمَمِ وهوَ نقصٌ على اللهِ والنقصُ عليهِ محالٌ، فمن قالَ إِنَّه يسمعُ بأذنٍ فقد كفرَ.
أما حديثُ ابنِ حبانَ «لَلهُ أشَدُ أَذَنًا لقارىء القُرآنِ مِن صاحبِ القَيْنةِ إلى قَيْنَتِه» معناه ان الرجل الذي يقرأ القرأن يجهر به الله يحبه اشدَ مما يحب صاحب الجارية جاريته التي تغني له القينة هي الجارية التي تغني لسيدها كان العرب يعلمون جواريهم الغناء حتى تغني لهم كانوا يعلمونها اللغة والنحو رالصرف حتى تصير بليغة ثم تغني لهم
“للهُ أَشَدُّ أَذَنًا“، فالأَذَنُ فِي اللُّغَةِ الاستِمَاعُ، قال ابنُ حَجَرٍ: وقولُهُ “أَذَنًا“، بفتحِ الهمزَةِ والمعجمَةِ أي استِمَاعًا.اهـ وكذلك الأوزاعي قال ذلك.
فالله يسمَعُ هذهِ الأصواتَ الحادثةَ بسمعِهِ الأزليِّ الأبديِّ الذي ليسَ لوجودِه ابتداءٌ ولا انتهاءٌ بل هوَ باقٍ دائمٌ كسائرِ الصفاتِ، يسمعُ الله كلامَه الأزليَّ بسمعٍ أزليٍّ ويسمعُ كلامَ المخلوقاتِ وأصواتَهم بسمٍع أزليٍّ ليسَ بسمعٍ يحدثُ في ذاتِه عندَ وجودِ الحادثاتِ، وفي إثباتِ صفةِ السمعِ جاءَ قولُ اللهِ تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، ففي هذهِ الآيةِ نَفَى الشبِيهَ وأثبتَ السمعَ والبصرَ، وفيها ردٌ على المشبهةِ الذينَ يُشَبِّهونَ اللهَ بخلقهِ وَرَدٌّ على المعطِّلةِ الذينَ ينفونَ الصفاتِ عنِ اللهِ تعالى، فكلمةُ شىءٍ نكرةٌ وجاءَت فِي سِيَاقِ النَّفيِّ فهذَا يفيدُ العمومَ أي لَا يشبِهُ اللهُ خلقَهُ ولَا بِوَجهٍ مِنَ الوُجُوهِ. فَهَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ هيَ أصرحُ ءايةٍ في القرءانِ في تنزيهِ اللهِ تعالى التنزيهَ الكليَّ عن مُشَابَهَةِ المَخلُوقَاتِ، والكافُ فِي ﴿كَمِثْلِهِ﴾ صلةٌ لتأكِيدِ النفيِ، ففي الآيةِ نفيُ ما لَا يلِيقُ باللهِ عَنِ اللهِ.
وأمَّا قولُه تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ففيهِ إثباتُ ما يليقُ باللهِ، السمعُ صفةٌ لائقةٌ باللهِ والبصرُ كذلكَ، وإِنَّما قَدَّمَ اللهُ تعالى في هذهِ الآيةِ التنزيهَ ثُمَّ نَفَى الشبيهَ على إثباتِ الصفةِ حتى لا يُتَوَهَّمَ أَنَّ سَمعَهُ وبَصَرَهُ كسمعِ وبصرِ غيرِهِ.
فَبَعثُهُ كُرزَ بنَ جَابِرٍ إِلَى *** العُرَنِيِّينَ الَّذِينَ مَثَّلا
وفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ للهِجرَةِ كانَ بَعثُهُ ﷺ كُرزَ بنَ جَابِرٍ الفِهريَّ أو سَعِيدَ بنَ زَيدٍ.
وسببُ هذا البَعثِ أنّهُ قَدِم علَى رسولِ الله ﷺ نفَرٌ مِن عُرَينةَ، فأسلَمُوا ونطَقُوا بالشَّهادتَينِ، وكانُوا مَجهُودِينَ، كادُوا يَهِلكُونَ لشِدّةِ هُزالهِم وصُفرَةِ ألوانِهِم وعِظَم بُطونِهِم، فقالوا: يا رسُولَ اللهِ، ءاوِنَا وأَطعِمنَا، فأَنزَلَهم رسُولُ اللهِ ﷺ بالصُّفّةِ، فذكَرُوا له ﷺ أنّ المدِينةَ وَبِئةٌ وأنّهُم أهلُ ضَرعٍ ولم يَكُونوا أهلَ رِيفٍ، فأنَزَلَهُم رسُولُ اللهِ ﷺ على نُوقٍ كانَت لَهُ ﷺ، وإنَّمَا كانَ إرشَادُهُ ﷺ إيّاهُم لذلكَ لأنَّ في لبَنِ النُّوقِ جَلَاءً وتَليِينًا وإِدرَارًا وتَفتِيحًا للسَّدَدِ، فإنّ الاستِسقَاءَ وعِظَمَ البَطنِ إنَّمَا يَنشَأُ عن السَّدَدِ وءافَةٍ في الكَبِدِ. فخرَج العُرَنِيُّون إلى المَكانِ الّذي فِيهِ نُوقُ رسُولِ اللهِ ﷺ وفيهَا راعِيهَا يَسارٌ النُّوبِيُّ مَولَى النّبِيِّ ﷺ، ففَعَلُوا كمَا قَالَ لَهُم ﷺ، فلَمّا صَحَّت أجسَامُهُم كفَرُوا بعدَ إسلامِهِم وقتَلُوا يَسَارًا ومَثَّلُوا بِه بقَطعِ يدَيه ورِجلَيه، وغرَزُوا الشَّوكَ في لِسَانِه وعَينَيهِ حتّى ماتَ، ثُمّ أخَذُوا النُّوقَ وهِيَ خمسةَ عشَرَ ناقَةً غزِيرَةَ اللَّبَنِ.
ولَمّا بلغَ الخبرُ رَسولَ اللهِ ﷺ أرسلَ كُرزًا في عِشرِينَ رجُلًا إليهِم يَتبَعُ ءاثَارَهُم، فأدرَكَهُم وأحَاطَ بهِم معَ أصحَابِهِ وأسَرُوهُم ثُمّ دخَلُوا بهِمُ المدِينَةَ، فأمَرَ بِهِم رسُولُ اللهِ ﷺ فقُطِعَت أيدِيهِم وأرجُلُهم وسُمِلَت أَعينُهم وأُلقُوا بالحَرّةِ حتّى ماتُوا، وإنما فعلَ رسُولُ اللهِ ﷺ ذلِكَ جزَاءً لهم بمَا فعَلُوا برَاعِي رسُولِ اللهِ ﷺ، فأمَرَ بالتَّمثِيلِ بِهِم ﷺ.
وهؤُلَاءِ العُرَنِيُّونَ هُمُ الَّذِينَ نَزلَ فِيهِم قولُهُ تعَالَى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
فَبَعثُ عَمرِو بنِ أُمَيَّةٍ إِلَى *** قَتلِ أَبِي سُفيَانَ فِيمَا فَعَلَا
وبعدَ بَعثِ كُرزٍ إلى العُرنِيّينَ كان بَعثُ عَمرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمرِيّ ومعَه سَلَمةُ بنُ أسلمَ سنةَ سِتٍّ مِن الهِجرةِ إِلَى مكّةَ لقَتلِ أَبِي سُفيَانَ صَخرِ بنِ حَربٍ قَبلَ أن يُسلِمَ.
بسَببِ أنَّهُ قالَ يَومًا لنَفَرٍ مِن قرَيشٍ: ألَا أحَدٌ يَغتَال محمّدًا، فإنَّهُ يَمشِي في الأسوَاقِ، أي لَا يَتَّخِذُ حِرَاسَةً مِن أصحَابِهِ، فأتى أبا سُفيانَ رجُلٌ مِن الأعرابِ فقالَ: قد وجَدتَ أجمعَ الرِّجالِ قَلبًا، وأشَدَّه بَطشًا، وأسرَعَه شَدًّا، فإن أنتَ قوَّيتَنِي خرَجتُ إليهِ حتّى أغتالَه، ومعِي خِنجَرٌ مثلُ خافِيةِ النَّسرِ، فقال: أنتَ صاحِبُنا، فأعطاهُ بَعِيرًا ونَفَقةً وقالَ: اكتُم أمرَك، فخَرَجَ الأعرابِيُّ حتّى وصلَ المدينةَ بعدَ خَمسةِ أيّامٍ، فأقبَلَ يَسألُ عَن رسُولِ اللهِ ﷺ حتّى دخَلَ علَيه ورَسولُ اللهِ ﷺ في مَسجِد بَنِي عبدِ الأشهَلِ، فلَمّا رءاهُ رسولُ اللهِ ﷺ قال: “إِنَّ هَذَا لَيُرِيدُ غَدرًا“، فلَمّا ذهَب ليُؤذِيَ رَسولَ الله ﷺ لَم يَقدِر على ذلكَ، فقد جذَبه أُسَيدُ بنُ الحُضَيرِ بداخِلَةِ إزارهِ فإذا بالخَنجرِ، فأُسقِطَ في يَديهِ (خافَ الأَعرَابِيُّ) وقال: دَمِي دَمِي، فأخذَهُ أُسَيدٌ وخنَقَه أشَدّ الخَنقِ، فأخبَرَ الأعرابيُّ النّبِيَّ ﷺ بأَمرِه وما جعَل لهُ أبو سُفيانَ، فخَلَّى عنه رَسولُ اللهِ ﷺ وقالَ لَهُ: “قَد أَمَّنتُكَ فَاذهَب حَيثُ شِئتَ أَو خَيرٌ لَكَ مِن ذَلِكَ“، قال: وَمَا هُوَ؟ قال: “أَن تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ“، فَأَسلَمَ الأَعرَابِيُّ وقال: واللهِ يا رسول الله ما كُنتُ أخَافُ الرِّجالَ، فما هُوَ إلَّا أن رأَيتُكَ فذَهَب عَقلِي وضَعُفَت نَفسِي، ثُمّ اطَّلَعتَ على ما هَمَمتُ بِه مِمّا سَبَقتُ بِه الرُّكبانَ ولَم يَعلَمهُ أحَدٌ، فعَرَفتُ أنّكَ مَمنوعٌ وأنّكَ على حَقٍّ، وأنّ حِزبَ أبِي سُفيانَ حِزبُ الشَّيطانِ، فجعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَتبَسَّمُ.
وَعَزَمَ رسولُ اللهِ ﷺ على إرسَالِ بَعثٍ إلى أبي سُفيانَ، فرَاحَ بأمرِهِ ﷺ عَمرُو بنُ أُمَيّةَ ومَعَهُ صَحَابِيٌّ واحِدٌ هو جَبَارُ بنُ صَخرٍ، وقيل هو سَلَمَةُ بنُ أَسلَمَ بنِ حَرِيسٍ، وقال لَهُما رسُولُ الله ﷺ: “إِن أَصَبتُمَا مِنهُ غِرَّةً فَاقتُلَاهُ“، فخرَجَا حتّى دَخَلَا مكّةَ، ومَضَى عَمرُو بنُ أُميّةَ يَطُوفُ بالبَيتِ لَيلًا، فرءاهُ مُعاوِيةُ بنُ أبِي سُفيانَ فعَرَفه، فأخبَرَ قرَيشًا بذلكَ، فخافُوهُ وطلَبُوهُ، وكانَ عمرٌو في الجاهلِيَّةِ رَجُلًا فاتِكًا، فقالُوا: لم يَأتِ عمرٌو لِخَيرٍ، فتجَمَّع لَهُ أهلُ مكّةَ، فهرَبَ عمرٌو وسلَمةُ، وَقَدَّرَ اللهُ لِأَبِي سُفيانَ أَن يَسلَمَ مِنَ القَتلِ.
وفِي السنَةِ السَّادِسَةِ منَ الهِجرَةِ خَرَجَ أبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيعِ إِلَى الشَّامِ فِي عِيرٍ لقُرَيشٍ، وبَلَغَ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَنَّ تِلكَ العِيرَ قد أقبَلَت مِنَ الشَّامِ، فَبَعَثَ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ فِي سَبعِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ.
فلَقُوا العِيرَ بنَاحِيَةِ العِيصِ، فأخَذُوهَا ومَا فِيهَا مِنَ الأَثقَالِ، وَأَسَرُوا نَاسًا مِمَّن كانَ فِي العِيرِ، مِنهُم أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيعِ، فلَم يَغدُ أَن جَاءَ المَدِينَةَ، فدَخَلَ علَى زَينَبَ بِنتِ رسُولِ اللهِ ﷺ سَحَرًا، فاستَجَارَهَا فأَجَارَتهُ، فلَمَّا صلَّى رسُولُ اللهِ ﷺ الفَجرَ قَامَت عَلَى بَابِها فنَادَت بِأَعلَى صَوتِهَا: إِنِّي قَد أَجَرتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيعِ! فقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “أَيُّهَا النَّاسُ، هَل سَمِعتُم مَا سَمِعتُ؟“، قَالُوا: نَعَم، قَالَ: “فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا عَلِمتُ بِشَيءٍ مِمَّا كَانَ حَتَّى سَمِعتُ الَّذِي سَمِعتُم، المُؤمِنُونَ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَن سِوَاهُم، يُجِيرُ عَلَيهِم أَدنَاهُم، وَقَد أَجَرنَا مَن أَجَارَت“، فَلَمَّا انصَرَفَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى مَنزِلِهِ دَخَلَت عَلَيهِ زَينَبُ، فَسَأَلَتهُ أَن يَرُدَّ عَلَى أَبِي العَاصِ مَا أُخِذَ مِنهُ، فَفَعَلَ وَأَمَرَهَا أَلَّا يَقرَبَهَا فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ مَا دَامَ مُشرِكًا، وَرَجَعَ أَبُو العَاصِ إِلَى مَكَّةَ فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم معي مال ؟ قالوا: لا ، فجزاك الله خيرا. فقال: أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوفت أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. وَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مُسلِمًا مُهَاجِرًا سَنَةَ سَبعٍ مِنَ الهِجرَةِ، فَرَدَّ عَلَيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ زَينَبَ بِذَلِكَ النِّكَاحِ الأَوَّلِ، وَكَانَ أَبُو العَاصِ يُحِبُّ زَوجَتَهُ كَثِيرًا، وَقَد قَالَ حِينَ خَرَجَ أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيعِ فِي بَعضِ أَسفَارِهِ إِلَى الشَّامِ فَذَكَرَ امرَأَتَهُ زَينَبَ بِنتَ رَسُولِ اللهِ ﷺ:
ذَكَرتُ زَينَبَ لَمَّا وَرَّكَتْ إِرَمَا **** فَقُلْتُ سُقْيًا لِشَخْصٍ يَسْكُنُ الْحَرَمَا
بِنْتُ الْأَمِينِ جَزَاهَا اللهُ صَالِحَةً **** وَكُلُّ بَعْلٍ سَيُثْنِي بِالَّذِي عَلِمَا
وكانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: “مَا ذَمَمنَا صِهرَ أَبِي العَاصِ“.
فائدة
إذا كثرت عليك الوساوس
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: إذا كثرت عليك الوساوس فقل:
سبحان الملك الخلَّاق الفعال لما يريد ﴿إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ، وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾،
وإذا توجهت لشيء من عمل الدنيا والآخرة فقل: يَا قَوِيُّ، يَا عَلِيْمُ، يَا سَمِيْعُ يَا بَصِيْرُ.
من خواص اسم الله المصور
مِنْ خواصِّ اسمِ اللهِ المصوِّرِ: أَنَّ العاقرَ إذا ذَكَرَتْهُ كلَّ يومٍ إحدى وعشرينَ مرةً على صومٍ بعدَ الغروبِ وقبلَ الفطرِ سبعةَ أيامٍ وتفطرُ على ماءٍ زالَ عقمُها ويصورُ الولدُ في رحمِها بإذنِ اللهِ.
دعاء
اللهم إنا نسأَلُك أن تبلِّغَنَا منَ الخيرِ آمالَنَا اللهم إنا نسأَلُكَ العفوَ والعافيَةَ وحُسنَ الختَامِ اللهم عافِنَا في أبدَانِنَا ربَّنَا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذَابَ النَّارِ
اللهم إِنَّا نتوسلُ إليكَ ونتوجهُ إليكَ باسمِك العظيمِ وبأسمائِك الحسنى وبحرمةِ القرآنِ العظيمِ وبسرِّ النبيينَ اللهم إنا نسأَلُكَ ونتوَجَّهُ إليكَ بحبيبِكَ محمدٍ بنبيِّك محمدٍ يا محمدٍ يا رسولَ الله إنا نتوجَّهُ بكَ إلى ربِّنَا في دعَائِنَا ليُستَجَابَ لنَا، اللهم بِحُبِّكَ لحبيبكَ محمدٍ أعطِنا ما سأَلنَا ولا تؤاخِذنا بذُنُوبِنَا وتقصِيرِنَا يا اللهُ، ولا تؤاخِذنا بمَا فعلَ السفهاءُ منَّا، اللهم إنَّا نسألُك بحبيبِكَ محمدٍ أن تستَجِيبَ دعاءَنَا هذا، اللهم ارزُقنَا نفحَةً مِنَ الحبيبِ محمَّدٍ اللهم احشُرنَا تحتَ لواءِ حبيبِك محمدٍ اللهم لا تدَع لنا ذنبًا إلا غفرتَه اللهم استر عوراتِنَا وآمِن روعاتِنَا وقنَا شرَّ ما نتخوفُ اللهم ارزقنا رِزقًا حسنًا وقلبًا خاشعًا وجسدًا على البلاءِ صابرًا اللهم أنبِت أولادَنا نباتًا حسنًا واجعَلنَا وإيَّاهُم خُدَّامًا لدينِك يا اللهُ، واجعلنا وإياهم حُرَّاسًا لعقيدةِ حبيبِك محمدٍ، وأنجِحهُم في الدنيَا والآخرةِ، اللهم اختِم لنا بكاملِ الإيمانِ اللهم مَتِّعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا واجعَلهُ الوارثَ منَّا واجعَل ثأرنَا على مَن ظَلَمَنا وانصرنَا على مَن عادَانَا اللهم لا تجعَل مصِيبَتَنَا في دينِنا ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا اللهم لا تسلِّط علينَا مَن لا يرحمُنَا اللهم أدخِلنا الفردوسَ الأعلَى اللهم أدخِلنَا الفردوسَ الأَعلَى.
اللَّهُمَّ الطُفْ بالمسلمينَ وانصرْهُم يا أرحمَ الرَّاحمينَ يا رَبَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ عليكَ بأعداءِ الدِّينِ. اللهم مُنزلَ الكتاب، سريعَ الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم. اللهم يا ناصر المستضعفين. اللهم يا مفرج كربات المنكوبين. اللهم يا رب السماوات والأرَضين. اللهم انصرنا على الصهاينة أعدائك أعداء الدين المجرمين. اللهم انصرنا وردّ كيد الكائدين. اللهم انصرنا على الظالمين. اللهم أرنا فيهم ما يثلج صدور الصامدين، يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِنَّا علَى الصيامِ والقِيامِ وتقبَّل منَّا يا رَبَّ العالَمِينَ، اللهم اجعَلنَا مِن عتقَاءِ هذَا الشهرِ الكريمِ ومِنَ المقبُولِينَ يا أكرَمَ الأكرَمِينَ، اللهم أعتِقنَا فِيهِ مِنَ النيرَانِ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ،
وَصَلَّى الله وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرسَلِينَ، سُبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرسَلِينَ، وَالحَمدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ.