هذا ما أملاه العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري غفر الله له ولوالديه رحمة اللهِ واسعةٌ من أرادَ سلامةَ دينِهِ فليقلِّلِ الكلامَ، المصائبُ للمؤمنِ فائدةٌ كبيرةٌ أمَّا للكافرِ فليسَ لهُ فيها فائدةٌ، الكافرُ مهما تعذَّبَ في الدُّنيا فلا يخفَّفُ من ذنوبِهِ بهذهِ الـمُصيبةِ منْ مرضٍ وغيرِهِ ولا في الآخرةِ، أمَّا المسلِمُ على حسبِ ما يكثُرُ بلاؤُهُ يعظُمُ أجرُهُ عندَ اللهِ، أمَّا الـمُسلمُ الذي إذا أصابتْهُ مصائبُ يسخطُ على ربِّهِ فهذا خسِرَ الدُّنيا والآخرةَ. بعضُ النَّاسِ لَمَّا تنـزِلُ بهمْ ءالامٌ شديدةٌ يكفرونَ، هؤلاءِ خسِرُوا الدُّنيا والآخرةَ، في الدُّنيا كُفرُهم هذا لا يدفعُ عنهمُ البلاءَ والمصائبَ، لا يدفَعُ عنهم. كمَثَلِ رجلٍ كانَ في العَربِ القدماءِ قبلَ الرسولِ بآلافٍ منَ السِّنينِ، كانَ مسلِمًا عاشَ في الإسلامِ أربعينَ سنةً، ثمَّ اللهُ تعالى ابتلاهُ بمصيبةٍ كبيرةٍ، أولادُهُ ذهبُوا للصَّيدِ فنـزلَتْ صاعقةٌ قتَلَتْهم فغضِبَ على اللهِ قالَ “لا أعبُدُهُ، إنَّهُ قتلَ أبنائِي”، ثم استدام على كفرِهِ وصارَ يقولُ للنَّاسِ الذينَ يأتونَ إلى بلدِهِ “اكفرُوا باللهِ وإلا قتلتُكم”. ما مضتْ أيامٌ طويلةٌ أرسَلَ اللهُ النَّارَ على ناحيَتِهِ فأكلتِ النَّارُ الأشياءَ والنَّاسَ والبهائمَ منْ كانَ في ذلكَ الوادِي كلَّهم بما فيهِ هوَ، تلكَ الناحيةُ والبهائمُ والأشياءُ كلٌّ أكلتْهمُ النَّارُ، هذا خسِرَ الدُّنيا والآخرةَ، كُفْرُه ما نفعَهُ، ماذا نفَعَهُ؟ هذا سببُهُ أنَّه ما تحمَّلَ هذهِ المصيبةَ، أنَّ أولادَهُ كلَّهم ماتُوا فجأةً بالصَّاعقةِ فكفرَ كُفرًا شنيعًا. المصائبُ بعضُ النَّاسِ إمَّا أنْ يَكفُرُوا عندَ الـمُصيبةِ أو يَترُكُوا الفرائضَ، بعضُ النَّاسِ إذا مرِضُوا يتركونَ الصَّلواتِ، هذهِ خسارةٌ كبيرةٌ، ومنهم من يكفرُ، يقولُ لِمَ اللهُ تعالى يبتليني بهذا؟! يسخطُ على اللهِ. هذا الرَّجلُ مِن عادْ من قومِ عادْ، يقالُ لَهُ “حِمارُ بنُ مالكٍ”، العربُ كانُوا يُسمُّونَ أبناءَهم، بعضُ العربِ، بـ “حمار” وما أشبَهَ ذلك، حتَّى منَ الصَّحابةِ يوجدُ رجلٌ أبوه اسمُه “حمار”. امرأةٌ كانت اسمُها “عاصية” لَمَّا كانَتْ كافرةً أهلُها سمَّوها “عاصية”، الرسولُ سـمَّاها “جميلة”. العربُ كانُوا يسمُّونَ بالحمارِ والجحشِ والكلبِ، هذا الذي كفرَ هذهِ الكُفريَّةَ اسـمُهُ “حمارُ بنُ مالكٍ”. |
