الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين

أما بعد

يقول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم:

{وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ}. سورة الحجّ، ويقول تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}{69} سورة العنكبوت

أيها الإخوة المؤمنون،

طوبى لعبد تزود من الطاعات وطوبى لعبد استمر على الطاعات، وكم هو عظيم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعرض عن الجاهلين، كم هو عظيم أن يبقى الدعاة إلى الله، ينشرون بين الناس المفاهيم الإسلامية الصحيحة المعتدلة البعيدة عن الغلو والتعقيد وعن التطرف وعن ما لا يرضي الله تبارك وتعالى وأن يحذروا الناس مما يفسد عليهم أمر دينهم ودنياهم ، فهذا جهاد حضنا عليه شرعنا الحنيف، فلا يكفي لنجاة المرء يوم القيامة أن يؤدي في حق نفسه الواجبات، ويترك أمر غيره بالواجبات ويجتنب في حق نفسه المحرمات ويترك نهي غيره عن ارتكاب المحرمات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مُر بالمعروف وانه عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى متبعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع عنك أمر العامة فإن من ورائكم أياما للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين”، قال أبو ثعلبة رضي الله عنه: “قلنا يا رسول الله منا أو منهم”، قال: “بل منكم” رواه الترمذي في جامعه،

حضنا وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمر بالمعروف وعلى النهي عن المنكر فمن أشد المنكرات، البدع الاعتقادية، فيجب على المسلمين المستطيعين أن ينكروا البدع الاعتقادية التي تخالف عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب الإنكار على أصحاب هذه البدع وهذا في الإسلام حكمه من أفرض الفروض فكما أن التحذير من الذي يغشك في الطعام أمر واجب في الاسلام فإن التحذير ممن يغشك في الدين أوجب في الإسلام وهذه طريقة السلف الصالح.

إخوة الإيمان والإسلام

إن حماية الدين الاسلامي وصيانته من العابثين به وحماية المجتمع الاسلامي من تشويشات المفترين عليه من الفروض الدينية.

الله تعالى فرض على المستطيع انكار المنكر.

ومن المنكر ما يقوله بعض الناس: “إن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وزع أموال الزكاة على فقراء اليهود والنصارى”.

وهذا عكس القرآن الكريم الذي حصر توزيع أموال الزكوات في أصناف ثمانية ذكرها الله تعالى في كتابه ليس بينها يهود ولا نصارى، بل من شرط المعطي والمعطى الإسلام.

ومن أشد المنكر من يقول: الإسلام وحرية العقيدة، تعبد اللي إنت عايزه، اهـ. كلامه بلفظه، وهذا تكذيب صريح لا يقبل تأويلاً ولا يـُنظر في قصده أو مراده ذلك أن كلامه صريح واضح في تكذيب القرآن الكريم كقول الله تعالى: ألاّ تعبدوا إلا الله، وغيرها الكثير من الآيات التي تأمر بعبادة الله وحده، فإن كان هذا المغرور يعتقد بحرية العقيدة وأن الإنسان يعبد ما يشاء فليقل لنا لأي شيء خلق الله جهنم ولماذا يدخل الله الكفار جهنم خالدين فيها أبداً كما نص على ذلك القرآن الكريم!! ولماذا أرسل الله الأنبياء؟!

ومن أشد المنكر من يقول: ” الله يتلذذ بتوبة عبده” ويقول: “الله بيسهر الليل ينتظر عبده حتى يتوب”.

ومن المعلوم عند أهل السنة أن التلذذ وسهر الليل من صفات البشر، وقد قال الامام السلفي الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.

ومن المنكر من يقول لامرأة سألته عن الربا: “إن بعض العلماء الذين لهم علمهم ونجلهم ونحترمهم قالوا بجواز أكل مال الربا فيجوز لك فعل ذلك وإثمك على من أفتاك”.

انظروا كيف يخالفون القرءان والحديث جهارا؟!! ويقدمون كلامهم على كلام الله ورسوله.

يقول الله تعالى: وأحل الله البيع وحرم الربا، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لعن الله ءاكل الربا.

ومن المنكر من يقول: “الدعاء والقضاء يتعاركان في السماء فالدعاء يغلب القضاء، يكون “جيالك” مصيبة في السكة والقضاء نازل يقوم الدعاء يأخذ القضاء ويرجع تاني”.

وأما أهل السنة يقولون: إن مشيئة الله الازلية لا تتغير لدعاء داع ولو كان افضل الخلق سيدنا الرسول هو الذي دعا، لان التغير علامة الحدوث.

فقد روى مسلم ان الرسول قال: سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة وقال لي: يا محمد إني اذا قضيت قضاء فإنه لا يرد.

إخوة الإيمان والاسلام

بعد أن تبين بالحكم الشرعي أن هذه العبارات المذكورة آنفا تخالف تعاليم ديننا الحنيف، تخالف القرءان والحديث والإجماع ، فلا بد من إنكارها على صاحبها،

وإن كان قائلها قد نُصح ولم يتقبل وتعدى ضرره الى الناس عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية والانترنت، أليس من الواجب حماية ديننا والدفاع عنه وتنبيه الناس من هذه المفاسد؟!!

أليس ديننا يأمرنا بذلك؟! أليس اللائق بالمؤمن الغيور أن يمتثل أمر الله فينهض بالدفاع عن عقيدة الاسلام وأن لا يؤثر مراعاة جانب العبد على مراعاة الشريعة الغراء؟!

أيٌ كان قائل تلك العبارات، لا بد من الإنكار عليه، لو كان عمرو خالد وخالد الجندي، فالشرع مقدم على الجميع.

قال سيدنا علي رضي الله عنه: “ليس الحق يعرف بالرجال وانما الرجال يعرفون بالحق”.

فشمروا عن ساعد الجد وقوموا بما أمركم الله سبحانه به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

يقول الله تبارك وتعالى: “كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”

ويقول الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

ويقول الله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ.

ويقول الله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.

نسأل الله تعالى أن يلهمنا السهر على حفظ عقيدة أهل السنة.

ونسأل الله تعالى أن يهدي عمرو خالد و خالد الجندي.

ونسأل الله لهما التوفيق.

ونسأل الله لنا جميعا التوفيق.

ءامين ءامين ءامين

وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والله من وراء القصد.

شاهد أيضاً

نبي الله ءادم عليه الصلاة والسلام

قال الله تعالى :{ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} …