نِيَّةُ الصَّوْمِ
س- إِذَا تَسَحَّرَ الشَّخْصُ وَنَسِيَ نِيَّةَ الصَّوْمِ فَمَا حُكْمُ صَوْمِهِ؟
ج- النِّيَّةُ الْوَاجِبَةُ لِصِحَّةِ الصِّيَامِ هِيَ النِّيَّةُ الْقَلْبِيَّةُ، وَمَعْنَى النِّيَّةِ الْقَلْبِيَّةِ أَنْ يَقُولَ في قَلْبِهِ أَصُومُ غَدًا عَنْ رَمَضَانَ مَثَلاً وَلا يُشْتَرَطُ ذِكْرُهَا بِاللِّسَانِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ نِسْيَانَ هَذِهِ النِّيَّةِ لا يَحْصُلُ إِلا بِنُدْرَةٍ نَادِرَةٍ وَذَلِكَ لأَنَّ إِيْقَاعَهَا في الْوَقْتِ الَّذي تَكُونُ مُعْتَبَرَةً فيهِ وَهُوَ ما بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلى الْفَجْرِ سَهْلُ الْحُصُولِ، وَهَذَا الَّذي تَسَحَّرَ بِاللَّيْلِ تَسَحَّرَ بِقَصْدِ الْصِّيَامِ في الْيَوْمِ التَّالي وَهَذِهِ نِيَّةٌ مُجْزِئَةٌ، حَتَّى لَوْ شَرِبَ مُرِيدُ الصِّيَامِ بِاللَّيْلِ لأَنَّهُ يُرِيدُ صِيَامَ الْيَوْمِ التَّالِي فَهَذِهِ نِيَّةٌ قَلْبِيَّةٌ مُجْزِئَةٌ. وَفي مَذْهَبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيّ يُشْتَرَطُ أَنْ يَنْوِيَ كُلَّ لَيْلَةٍ لِصِيَامِ الْيَوْمِ التَّالي وَعِنْدَ أَبي حِنيفَةَ يَصِحُّ في صِيَامِ رَمَضَانَ النَّيَّةُ بِاللَّيْلِ أَوِ النَّهَارِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَعِنْدَ الإمَامِ مَالِكٍ يَصِحُّ لَوْ نَوَى لَيْلَةَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ صِيَامَ ثَلاثِينَ يَوْمًا عَنْ شَهْرِ رَمَضَانِ هَذِهِ السَّنَةَ لِكُلِّ الشَّهْرِ لَكِنْ إِنْ أَفْطَرَ يَوْمًا خِلالَ رَمَضَانَ وَلَوْ لِعُذْرٍ تَلْزَمُهُ النِّيَّةُ لِكُلِّ يَوْمٍ بَعْدَ ذَلِكَ. وَدِينُ اللهِ يُسْرٌ فَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْمَلَ بِمَا شَاءَ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ الْمُعْتَبَرَةِ.