بصوت مولانا الشيخ عبد الله الهرري غفر الله له ولوالديه
أولياء الله أقسام قال الشيخ رحمه الله: ثمَّ الأولياء أقسام منهم من تظهر له كرامة أي خوارق عادات ومنهم من لا تظهر له خوارق عادات بل هو لا يعرف نفسه أنه وليّ إنما عند الموت لما تبشره الملائكة عزرائيل يبشره والملائكة الذين يحضرون قبل حضور عزرائيل خمسمائة وجوههم مثل الشمس جمال جمال جمال هو يراهم حوله خمسمائة هؤلاء يبشرونه وعزرائيل بعدهم يدخل يبشره عندئذ يعرف أنه من أولياء الله لا يكون أمامه شىء يقلقه لا في القبر ولا في الآخرة يطمئن ويحب الموت الذي يكرهه الآن يحب أن يعجل به للخروج من الدنيا إلى القبر يحبُ ذلك هذه المرأة التي يقال لها رحمة بنت ابراهيم التي كانت ببلاد العَجَم بِجِهَة جُرْجَان هذه بعيدة الآن استقلت عن الروس كانت تحت حكم الروس قبل ألفٍ ومائتي سنة هذه المرأة رَحْمَة بنتُ إبراهيم هذه كان لها زوج يكتسب قدر قوته وقدر قوت عياله إنسانا دينا ثم هجم على هؤلاء كافر من الكفار في تلك الناحية هؤلاء نحو أربعمائة شب منهم زوج هذه المرأة قاموا ليدافعوا دافعوا أولئك الكفار كثرة هؤلاء بدون أمر الإمام خرجوا لما هجم عليهم أرادوا أن يدافعوا نَفِذَ السلاحُ من أيديهم قُتِّلوا نحو أربعمائة شخص ذاك الكافر الذي هجم قتَّلهم ثم هذه المَرأة أُخبِرَت بأن زوجها قُتِل هذه رحمة بنتُ ابراهيم ثمَّ جاءت النساء يساعدنها على الصبر على المصيبة ثمّ حانت صلاة المغرب هي تقية هي نفسها وليّة هي هذه المرأة دخلت في صلاة المغرب فبينا هي في السجود نامت في السجود رأت مكانًا فسيحًا ثم بعد هذا المكان الفسيح رأت رجالا قاعدين على موائد يأكلون عليهم النور لابسونَ ثيابا خضرا ثم صارت تنظر في وجوههم لترى زوجها من بينهم فرأت زوجهَا فقال للذين معه على المائدة تسمحون أن أطعمَ لقمة لهذه المسكينة التي ظلت نهارها جائعة قالوا له نعم أعطاها لقمة كخبز أبيض بلون الخبز الأبيض فأكلت هذه بعد ذلك نحو اثنتين وعشرين تقريبا عاشت لا تأكل ولا تشرب لا تشتهي الأكل والشرب وهي نشيطة نشيطة وجهها يتورد يعني وجهها مثل الورد ما أثّر فيها ترك الأكل والشرب هذه أيضا من جملة كرامات الأولياء هي ولية هذه المرة لولا أنها ولية ما حصلت لها هذه الكرامة وفي هذه الحادثة دليل ظاهر على أن ما ذكره القرءان من أن الشهداء أحياء يرزقون أي يأكلون ويشربون دليل على صدق القرءان على صدق دين الإسلام على أنه دين حقٌّ حقيقي ليس فيه كذب ولا تدجيل ولا خرافة هذه المرأة جربوها الحكام جربوها حبسوها في مكان ورسموا على السجّان أن لا يدخل إليها بمأكول ولا مشروب بالمرة عدة مرات جربوها وجدوا أمرها صحيحا في ذلك الزمن هذا قبل ألف ومائتي سنة. |
